والكذب يلد خطايا كثيرة منها.. الغش والإنكار والحلف والكراهية والخوف ومزيد من الكذب. والكذب درجات وليس ألوان.. فهناك مَن يكذب ليتجمَّل وهناك مَن يكذب ليؤذى
فالكذب صفة الإنسان العتيق.. ولا تتفق مع طبيعة الإنسان الجديد الذى يتجدد حسب
صورة خالقة ليكون شبه المسيح فى كل شئ " هذِهِ السِّتَّةُ يُبْغِضُهَا الرَّبُّ، وَسَبْعَةٌ هِيَ مَكْرُهَةُ نَفْسِهِ، عُيُونٌ مُتَعَالِيَةٌ، لِسَانٌ كَاذِبٌ، أَيْدٍ سَافِكَةٌ دَمًا بَرِيئًا، ق
وقد يظهر الكذب فى إبنك فى الصغر.. إما خوفاً أو تجملاً أو خيالاً، وفى كل الأحوال
يحتاج إلى تركيز واهتمام شديد كى لا يتأصلَّ الكذب بل الصدق.
ولكى تجعل إبنك صادقاً..
أولاً... كن أنت صادقاً أولاً.
" اَلشَّاهِدُ الأَمِينُ لَنْ يَكْذِبَ، وَالشَّاهِدُ الزُّورُ يَتَفَوَّهُ بِالأَكَاذِيبِ (أم 5:14). > إحذر أن تقول وعداً لإبنك ولا تفِ به. > إحذر أن تقول عقاباً لإبنك وتتراجع عنه سريعاً. > إحذر أن يسمعك إبنك تقول ما ليس صدقاً. > إحذر حتى من المبالغة التى قد يعتبرها – إبنك النقى – بداية الكذب والمواربة. > كن صادقاً مع زوجتك.. مع أولادك.. مع أصدقائك.. مع عملائك..
> كن صادقاً أميناً.. فى تعاملاتك المادية ولا تقبل قرشاً بدون راحة لضميرك ولا تفرح لمكسب فيه كذب أو عدم وضوح " انْزِعْ عَنْكَ الْتِوَاءَ الْفَمِ، وَأَبْعِدْ عَنْكَ انْحِرَافَ الشَّفَتَيْنِ " (أم 24:4).
ثانياً.. علَّم إبنك خطورة الكذب.
الطفل يتقبَّل من أبويه – مبكراً – ما لا يقبله الشاب متأخراً، فأنت تستطيع أن تحفر فى قلب طفلك كراهية الكذب.
R إحكى له عن كذبة الحية لحواء.. وكيف أضاعت البشرية.
R إحكى له عن كذبة يعقوب على أبيه.. وكيف تسببت فى آلآم بلا نهاية.. بداية من الوقيعة مع عيسو.. ثم التعب مع لابان.. ثم الحزن من أولاده.
R إحكى له – فى سن مناسب – عن خطية حنانيا وسفيرة وعقابهما الشديد.
R إحكى له كيف يترك الله يد مَن يكذب ليضع الشيطان يده كبديل.. ويقوده فى إتجاه مُظلم.
إن الكذب يولد من الكلام البطال الذى ليس فيه تدقيق أو مجاراة للأحاديث الفارغة التى فيها التباهى والإفتخار.
علّم إبنك أنه إن فهم أحد أنه برئ وهو ليس برئ لا يسكت بل يعترف بخطأه مهما كانت العواقب، ولا يقبل إلا أن يكون صادقاً مع نفسه.
خامساً.. عالج اسباب الكذب.
إن كان الخوف هو السبب.. فإهتم أن تثبِّت إيمان طفلك وتعطيه الثقة فى إلهه وفى نفسه.. كن قريباً منه.. أماناً وحصاناً وسنداً وحلاً لأنه يحتاج أب قوى يدافع عنه.
وإن كانت الغيرة هى السبب.. فعالجها بالقناعة والشكر والروحانية والتشجيع المستمر.
وإن كان الطمع هو السبب.. فعالجه بالغنى الروحى والتميز والشبع بالله.
سادساً.. علّم إبنك التوبة والإعتراف.
يتساءل البعض متى يعترف أولادنا؟!.. إن السن المناسب هو السن الذى يدرك فيه الأطفال
معنى الخطايا.. مثل الكذب والشتيمة، ومن المناسب أن يبدأ الطفل سر الأعتراف بمجرد وعيه
بمعنى الخطية (ست سنوات أو أقل) لأن هذا يجعله يرتبط بأب إعترافه.. ويشعر بالأمان فى
الحِل والغفران، ويأخذ تدريباً بعدم الكذب ويخجل خجلاً مقدساً يشجعه ألا يخطئ بعد ذلك..
ويحميه من الإنزلاق والتدهور.
سابعاً.. أترك لإبنك حرية التعبير عن مشاعره ولا تكتمه.
قد يأتى الكذب من الكبت.. فمن المفيد أن يعبّر الطفل عن غضبه بدون إنفعال خاطئ، ولكنه
لابد أن يخرج ما فى داخله من غيظ أو ضيق أو حزن أو ألم أو خوف أو شك. هذا النوع من
التنفيس يحمى الطفل والشاب مستقبلاً من آثار وخيمة تبدأ بالكذب وتنتهى بالإكتئاب والعدوانية.
لا تصد ابنك حين يشكو.. خذه فى حضنك واسمعه.. ثم بهدوء وترو وحكمة وحنان.. تعالج ما
فى داخله وترتب أفكاره وترد على شكوكه وتعطيه الوعود والوصايا المناسبة.
تذكَــر..
لكى تجعل إبنك صادقاً..
1- كن أنت صادقاً أولاً. 2- علّم إبنك خطورة الكذب. 3- شجّع إبنك على الإعتراف بالخطأ. 4- علّم إبنك التدقيق فى الكلام. 5- عالج أسباب الخوف. 6- علّم إبنك التوبة والإعتراف. 7- أترك لإبنك حرية التعبير عن المشاعر.