الشجاعة فضيلة، فقد ُوصف السيد المسيح بأنه الأسد الخارج من سبط يهوذا، وأنه مثل الجبار الُمسرع في طريقه. ويطالبنا القديس بولس بأن نكون رجالاً: "اسهروا اثبتوا في الإيمان كونوا رجالا تقووا" (1كو 16 : 13). على المسيحي أن يكون مقداماً قويّا غير متخاذل وانسحابي أو انهزامي، لقد قال الله لإرميا النبي " لا ترتع من وجوههم لئلا أريعك أمامهم" (ارميا1 : 17).
أمّا التهوّر فهو إحدى سمات الشخصيّة الضعيفة ويعكس حماقة في التفكير، فبعض الناس عقولهم في جيوبهم، والبعض الآخر عقولهم في ألسنتهم، والبعض الثالث عقولهم في آذانهم، والبعض الرابع عقولهم في أذرعتهم. المتهور كثيراً ما يتورّط بسبب حماقته، ويحتاج من ثمّ إلى إصلاح ما أفسده تهوّره .. إلى اعتذار .. وإلى توبة وربا إلى غرامات من نوع أو آخر.
والناس كثيراً ما يخلطون بين هاتين الصفتين، فيعتقد المتسرّعون والمجرمون وُمثيري الشغب أنهم أبطال.. بينما ينظر آخرون في الوقت ذاته إلى التروّي والتعقل - في اختيار ردود الأفعال- نوعاً من الضعف. يقول الآباء في هذا الصدد " ليس القوي من يقتل الأسد ولا الجبار من يهزم الدب ولكن الجبار هو الذي يخرج من هذا العالم بدون دنس الخطيّة" حقاً يقول الكتاب "البطيء الغضب خير من الجبار و مالك روحه خير ممن يأخذ مدينة (أمثال16 : 32).