( جـ ) عدم التذمر
+ وقال أنبا باخوميوس :
- ان أفتري عليك أحد فلا تفتر عليه أنت ، بل افرح واشكر الله .
- لا تحزن اذا افتري الناس عليك بل بالحري احزن اذا أخطأت الي الله .
- إذا رذلك الناس وأفتروا عليك فلا تحزن لأن ربك دعي ضالا وبعلزبول وبه شيطان ولم يتذمر – فاقتن لك وداعة القلب واذكر أن ربك والهك سيق كخراف للذبح ولم يفتح فاه .
سأل أخ شيخاً : " ما هي الغربة ؟ " .
فقال له الشيخ :" أني أعرف أخا ، هذا خرج ليتعزب ، فدخل الي الكنيسة وأتفق أن كان هناك أغابي ، حيث كان كثيرين مجتمعين ، فلما تهيأت المائدة جلس يأكل مع الأخوة ، فنظر اليه انسان وقال :
" من أدخل هذا الغريب معنا ؟ ".
ثم قال : " أخرج خارجا " ، فقام وخرج كما أمر بدون تذمر .
" فلما ابصر ذلك آخرون ، حزنوا وخرجوا فأدخلوا ، فدخل ". " .
فقال له أخ : " ماذا كان في قلبك حين أخرجوك وحين أدخلوك . " .
فقال : " حسبت اني كلب ، اذ طرد خرج واذا دعي دخل " .
( د ) الهروب من المجد الباطل
+ وقال أنبا باخوميوس :
- اذا أكرمك انسان فلا يفرح بل احزن ، لأن بولس وبرنابا لما أكرمهم الناس شقا ثيابهما ، وبطرس وباقي الرسل لما افتروا عليهم وجلدوهم فرحوا لنهم حسبوا أهلا لأن يهانوا من أجل الاسم العظيم .
يا ابني اهرب من مجد الناس . لقد طلبت حواء مجد الألوهية فتعرتمن المجد الانساني . كذلك من يلتمس مجد الناس يحترم من مجد الله ، تلك لم تكتب لها كتب ولا رأت مثالا فاختطفها التنين ، أما انت فقد علمت بهذه الأمور من الكتب المقدسة ومن كافة الذين تقدموك فلن تستطيع ان تدافع عن نفسك وتقول : " لم أسمع " لأن أصواتهم خرجت الي كل الأرض وكلامهم بلغ الي أقصي ليس لنا عذر نقوله قدام الله اذا وقفنا بين يديه ، هل نقول : " لم نسمع أو نعرف أو لم يعلمونا ؟ " هوذا الكتب موجود فيها كل شيء .
+ قال مار اسحق :
الذي يحب الكرامة لا يستطيع أن ينجو من علل الهوان .
كن حقيرا ومزدري في عيني نفسك فيكون رجاؤك عظيماً بالله . ولا تبغض من أجل أن تكرم ، ولا نحن الرئاسة .
الذي قد أحس بالراحة التي من احتقار الذات أفضل من الذي تكريما من تاج المملكة ، الذي قد أصيب بحب المديح والكرامة من الناس ، ليس لجرحه شفاء ، حتي ولو كان بأعمال سيرته يقوم كثيرين ، ففي العالم المزمع يكون تدبير سيرته مبكتا له بعذاب الجحيم .
+ قال القديس باسيليوس :
" أن أردت ان تكون معروفا عند الله ، فاحرص ألا تكون معروفا عند الناس" .
+ قال شيخ :
" المجد الباطل يتوالد من ثلاثة : طلب التعليم – وطلب الاتساع في الأشياء – وطلب الأخذ والعطاء " .
+ قال أنبا بيمين :
" أن اللجاجة والحسد يتوالدان من السبح الباطل ، لأن الانسان الذي يطلب مجد الناس يناصب الذي يعمل وينجح ويمجده ويحسده ، ولا تضاع هو دواء ذلك " .
+ قال أنبا بيمين :
" من شان شيطان السبح الباطل أن يعارض الرهبان بعجز فتين : احدهما يقال لها عجرفة علمانية ، لأنها ليست من مناكب السيرة ، وليس أحكامها عائداً إلأي نصب الانسان وتعبه ، مثال ذلك ، النية تجاه الرئاسة ، التباهي بشرف الجنس ، الاغتباط بكثيرة الغني ، بتزين اللباس ، بقوة الجسم ، بفصاحة المنطق ، وكل ما شابه ذلك " .
أما الأخري فيقال لها عجرفة رهبانية ، مثال ذلك : " شدة الصوم والنسك ومداومة السهر ، ملازمة الصلاة ، البعد عن الناس ، التجرد من المقتنيات ومن كل شيء ، وما شابه ذلك .
أما الأخري فيقال لها عجرفة رهبانية ، مثال ذلك : " شدة الصوم والنسك ومداومة السهر ، ملازمة الصلاة ، البعد عن الناس ،التجرد من المقتنيات ومن كل شيء ، وما شابه ذلك .
وهذه الفضائل وأن كانت مرتفعة في ذاتها ، الا ان النية السقيمة تحط من شرفها ، والنتيجة المتولدة من ذلك : اضاعة الأجر ، لأنه مكتوب " لقد أستوفوا أجرهم" .
+ قال أنبا تيموثاوس :
" اذا أكرمك الناس فخف جدا ، واكره نفسك وحدك ، ولا تستح أن تقر بذنوبك ، وأهرب من كرامة الكثيرين ، لسلا يغرقوا مركبك " .
+ كان الأب نستاريون يتمشي في البرية مع أحد الاخوة ، فلما شاهد تينا هرب .
فقال الأخ : " أأنت كذلك أيها الأب تفرغ ؟ " .
أجاب الشيخ : " لا ، أفزع يا ولدي ، لكن الهرب أوفق لي ، ولولاه ما كنت قد خلصت من روح المجد الفارغ " .
+ قال شيخ :
" أما أن تجعل نفسك في وسط الناس بهيمة ، وأما أن تهرب ، ولا تدعهم يلحقون بك " .
+ سأل أنبا أبراآم مرة أحد الشيوخ قائلا :
" يا أبتاه ، أيهما أحسن ، أنقتني لنفسنا كرامة ، أم هواناً ؟ "
فقال الشيخ : " أما أنا فأشتهي اقتناء الكرامة ، لأنها أفضل من الهوان ، لأني اذا علمت عملت عملا صالحا ، وأكرمت ازاءه ، أستطيع أن الزم فكري بعدم استحقاقي للكرامة ، وأما الهوان فيصدر عن أفعال قبيحة تغضب الله ، وتشكك الناس ، والويل لمن قبله الشكوك ، وعلي ذلك فالأفضل عندي هو أن أعمل الخير وأمجد " . فقال ابرآم : " حسناً قلت " .
+ في بعض الأوقات أخبر شيخ روحاني كان قد حبس ذاته وكان مشهورا في بلدته ، وكانت له كرامة عظيمة من الناس فعلم ان انسانا من القديسين ينحل من حياة هذا العالم فقال لذاته " هلم بنا نمضي نسلم عليه قبل ان ينيح " ثم افتكر وقال : " أن خرجت بالنهار فالناس أجمعون يصير لي أيضاً منهم كرامة عظيمة وليس لي في ذلك نياح ، لكن أمضي اليه في الليل وأختفي عن الكل " .
فلما صنع ذلك أرسل الله له ملايين بمصابيح يسيران بين يديه وجميع شعب المدينة ينظرون الي كرامته ، وبقدر ما ظن أنه يهرب من سبح الناس هكذا بالأكثر مجده الله ليكمل بذلك المكتوب في المتاب " أن كل من أتضع ارتفع "