عندما يحيط بي العدو من كل جانب وتثقل يده عليّ، أهرب إليك.. لا لأتوسّل أن تنقذني منه، كلاّ.. وإنما لأتوسّل إليك أن ترفع غضبك عنّي. أنا لستُ معنيًا بشرّه، أو إن كان محقًّا أو مخطئَا، ولكنّي معنيٌّ بك أنت وحدك، إن كنتُ مقبولاً أمامك أم لا. أنت لك شأنٌ معه، وأنت الذي قلتَ: «لي النقمة، أنا أجازي».. وماذا يعنيني أنا من محاكمته أو عقابه أو قتله، إني معنيٌّ بك أنت. عندما وجدتُ نفسي بلا سلاح ولا مدافع، دفعني هذا إلى حضنك بالأكثر، لقد أدركتُ يقينًا أنه لا يوجد شيء ثابت هنا، ولا يوجد ما يمكن أن نشير إليه باعتباره مُلكًا، فليس لنا مُلكٌ نُجار عليه أو نُظلَم فيه.
لماذا شعرتُ أنني الأقوى رغم الركام والحطام ورائحة الخراب؟ وكان هو الأضعف لأنه سرق وحرق وهرب مذعورًا يحمل الخزي مع توافه ما أخذ!.. علمتُ أني أستطيع أن أجدك في المحن أكثر من الراحة الكاذبة، ففي الضيقات أختبر الرحب والسعة.. وفي الظلام يشرق نورك عليّ.
عندما احترقت الكنيسة وجدتك في قلبي وهو هيكلك، لقد أخذوا ما يُباع ويُشتَرى، ولكنهم أبدًا لم يستطيعوا أن ينزعوك منّي أو ينزعوني منك.. أنت الذي لا تُقدَّر بثمن، وأنا من اشتريتَه أنت بدمك وهو لا يُقدَّر بثمن، هم أرادو لي شرًّا وأنت أردتَ لي خيرًا.. هم أساءوا إلى ما حولي فدفعوني إلى النظر إليك والتشبُّث بك.
إني أقدّم شكرين، الأول: لك لأنك الصديق الدائم والوفي والعون في الضيقات، والثاني: لهم لأنهم دفعوني بقوة من بين الحطام باتجاهك...
مَنْ لي في السماء؟ ومعك لا أريد شيئًا على الأرض... آمين.