+ قال شيخ :
اذا كان لا يعرف ما في الانسان الا روحه كقول الرسول ، واذا كنا نعلم أن كثيرين تابوا ولم نعلم بتوبتهم ، واذ قد يتفق أن يتوب أنسان في آخر حياته ويقبل كاللص ، فسبيلنا أذن أن لا ندين أحداً ، فالديان هو الله وحده فكيف يجسر أحد أن يتدخل فيما هو خصيص بالاله ؟
+ حدث أن أتي اسحق القس التبايسي الي الكنونيون ، ودان اخا علي فعل أتاه ، فلما خرج إلي البرية ، أتاه ملاك الرب ، ووقف قدام باب القلاية وقال له : الرب يقول لك أين تشاء أن نطرح نفس ذلك الأخ المخطيء الذي أنت ادنته ؟ . فتاب لوقته قائلا : أخطأت فاغفر لي . فقال له الملاك : لقد غفر لك الله ، ولكن عليك أن تحفظ ذاتك من الآن وألا تدين أحداً من الناس قبل أن يدينه الله .
+ قال يوحنا السينائي :
أنه في حال جلوسي في البرية الجوانية ، جاءني أحد الأخوة متفقداً من بالدير ، فسألته : كيف حال الأخوزة ؟. فأجابني : بخير بصلاتك . فسألته أيضاً عن أخ واحد كانت سمعته قبيحة . فأجابني : صدقني يا أبي ، أنه لم يتب بعد منذ ذاك الوقت الذي أشيعت عنه فيه تلك الأخبار . فلما سمعت ذلك قلت : أف .. فعند قولي أف أخذني سبات وكأن نفسي قد أخذت ز فرأيت أني قائم قدام الجلجثة ، والمسيح مصلوب بين لصين ، فتقدمت لأسجد له ،ولكنه أمر الملائكة الواقفين قدامه بابعادي خارجا قائلا : " أن هذا الانسان قد اغتصب الدينونة مني ودان أخاه قبل أن أدينه أنا " فوليت هاربا ، فتعلق ثوبي بالباب وأغلق عليه ، فتخليت عن ثوبي هناك . فلما استيقظت قلت للأخ الذي جاءني : ما أراد هذا اليوم علي . فأجابني : ولم يا أبي ؟ فأخبرته بما رأيت وقلت : لقد عدمت هذا الثوب الذي هو ستر الله لي .
ومن ذلك اليوم ، أقام القديس هكذا تائها سبع سنين في البراري ، لا يأكل خبزا ولا يأوي سقف ،ولا يبصر انسانا . وأخيرا رأي في منامه كان الرب قد امر أن يعطوه ثوبا ، فلما أنتبه فرح عظيما ،وبعد أن أخبرنا بذلك بثلاثة أيام تنيح . فلما سمعنا ذلك تعجبنا قائلين : أن كان الصديق بالجهد يخلص ، فالمنافق أين يظهر .