الأفراز هو الذي يعلم الانسان كيف يسير في الطريق المستقيم الملوكي وكيف يحيد عن الطريق الوعرة . أن الافراز يعلم الانسان كيف لا يسرق من الضربة اليمينية بالامساك الجائز المقدار وكيف لا يسرق أيضاً من الضربة الشمالية بالتهاون والاسترخاء .
الافقراز هو عين النفس وسراجها كما أن العين سراج الجسد . وبخصوص الافراز حذر الرب قائلا : أحذر لئلا يكون النور الذي فيك ظلاما . فبالافراز يفحص الانسان سيئاته وأقواله وأعماله وبالافراز أيضاً يفهم الانسان الأمور ويميز جيدها من رديئها وتتأكد ذلك من الكتب المقدسة : فشاول الملك لما لم يمتلك الافراز اطلم عقله فلم يفطن به كان يظن الي اهمية ما قاله الله بلسان صموئيل النبي . فأغضب الله بذلك التصرف الذي بهخ كان يظن أنه يرضي الله ونسي أن الطاعة للهخ أفضل من تقريب الذبائح . والرب يسمي الافراز ربانا ومدبرا لسفينة حياتنا . والكتاب يقول : ان الذين ليس لهم مدبر يسقطون مثل الورق من الشجر . وأيضاً يقول الكتاب : أن الانسان الذي يعمل أموره بغير مشورة ولا أفراز يشبه بمدينة غير محصنة وكل من اراد دخولها وأخذ كنوزها لا يجد مانعا له من ذلك .
+ حدث أن أحد الاخوة :
لحقته تجربة من ديره فطردوه من هناك فمضي الي جبل أنطونيوس وسكن عنده مدة . وبعد ذلك أرسله الي ديره فلم يقبلوه وطردوه مرة أخري . فرجع إلأي الأنبا أنطونيوس وقال له : أنهم لم يرضوا ان يقبلوني يا أبي فأرسل اليهم يقول :
مركب غرق في اللجة وتلفت حمولته . وبتعب كثير سلم المركب وجاء الي البر فالذي نجا أتريدون أنتم أن تغرقوه ثانية ! ؟ أما هم فحالما رأوا كتاب الأب قبلوه بفرح .