+ قل القديس أنطونيوس :
وان تظاهر الشياطين بسابق المعرفة ، فلا تمل اليهم ، لأنهم يخبرون بأشياء كثيرة قبل كونها بأيام ، ليقنعوا الذين يصغون اليهم بصدقهم ، فاذا صدقوهم بعد ذلك ، أهلكوهم . أما هم ( أعني الشياطين ) فليس لهم سابق معرفة لأن علم الغيب لله وحده ، وأنما هم سعاة خفيفيون مسرعون في الهواء ، والذي يرونه يسبقون وينذرون به فأطلبوا من الله ليؤازركم علفي دحضهم ، متي طرقوكم ليلا علي انهم ملائكة ، لا تصدقوهم لأنهم كذبة .
+ وقال أيضاً :
اذا ما بدأ الانسان في المجيء من بلدة بعيدة ، فعندما يراه الشياطين هكذا يسبقون وينذرون بمجيئه قبل أن يجيء وقد يتفق مرارا كمثيرة ان ذلك الانسان يعاق أو يرجع لعارض ما فيظهر كذب الشياطين ، وهكذا ينبئون عن ماء النيل ، لأنهم متي عاينوا الأمطار الكثيرة في بلاد الحبشة ، يعرفون أن ماء النهر يكون كثيرا ، فيسبقون ويخبرون بذلك ، وكما كان ديدبان داود الملك يقف في أعلي موضع فينظر ما لم ينظره من كان تحته فيخبر به ، هكذت هؤلاء الأرجاس أيضاً يفعلون ذلك ليضلوا ..
+ دخل راهب الي البرية وكان يصوم الستة أيام ، وفي اليوم السابع كان يأتي الي الصلاة ويتناول الطعام ، ولا يزيد عن الصلاة كلمة ، فهذا مضي اليه الشياطين وخدعوه في أشياء كثيرة وانذروه بأمور جرت في بلدان مختلفة ، فصدق بما خيل له وظن بالمخيلين له أنهم ( أرواح ) قوات قديسة ، واتفق وقتئذ أن مضي ليفتقد أخا مريضا وتظاهر لقوم كانوا هناك كأنه يحكي عن غيره فقال : هل يمكن لانسان أن يعلم ما يجري في العالم ؟ .. فلما سمعوه فهموا انه هو المخدوع ، فزجروه قائلين : أن اشغلت فكرك بمثل هذا سمعوه فهموا أنه هو المخدوع ، فزجروه قائلين : أن اشغلت فكرك بمثل هذا الخداع فلا تعد الينا وللوقت الي حيوانات مفزعة وتهددوه وانصرفوا عنه .