اسم أي شخص ليس مجرد مجموع أحرف، ولكنه يعني الشخص نفسه، بدليل أنه عندما تنادي شخصاً باسمه يحضر أمامك، وإذا ذكرت الاسم في غيابه فإن الذي يسمعك تقفز في خياله صورة الشخص المذكور (إذا كانت له معرفة سابقة به) فإذا ناديت "فادي" يأتي قدامك فادي !، بل والأكثر من ذلك أن الاسم نفسه يحمل قوة صاحبه، - ومع الفارق في القياس – فقد قيل عن اسم الله : "اسم الرب برج حصين يركض إليه الصديق ويتمنع" (أمثال 18: 10) كما قيل عن ذات الاسم القدوس: "لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد اعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أعمال 4: 12).
لذا فإن أحلى حروف يسمعها الإنسان هي اسمه، ويفرح إذا كنت تعرف اسمه أو ما تزال تذكره، وخادم التربية الكنسية يدرك ذلك جيدا إذ يعني تذكره لاسم المخدوم وترديده، أنه حافظه في قلبه، بينما يحزن المخدوم كثيرا إذا لم يتذكره.
واختيار الأسماء للمولود الجديد له فلسفته، فقد يأتي من حب الأب أو الأم أو كلاهما لاسم شخص متميز (إمّا جميل أو ذكي أو قوي أو غني أو مشهور) لعل المولود يتشبه بهذا الشخص عندما يكبر، وأحيانا يكون نوعا من الاكرام والتقدير سواء للابن المولود أو الشخص صاحب الاسم.
هذا يحدث عند رسامة راهب أو كاهن، إذ يختار الشخص اسم الشفيع الذي يحبه، أو الشخصية التي يود أن يكون على مثالها في القداسة والفضائل، وأحيانا يرى رئيس الدير في المتقدم للرهبنة بعض الصفات المتشابهة مع أحد القديسين.
هذا وبينما انتشرت في الجيل السابق وما قبله بعض من الأسماء الغريبة والعجيبة، فإن هذا الجيل هو أكثر الأجيال ميلاً إلى اتخاذ أسماء القديسين لأبنائهم، ليس بدافع عرقي، وانما تشفعا بالقديسين كما قلنا سابقاً، مع مراعاة ألاّ يكون الاسم صعب في نطقه أو مما يثير السخرية فيسبب بعض المعاناة لصاحبة، فسيشعر بالغبن لاحقا لأنه لم يكن له رأي في ذلك! لاسيما وقد كان الكثير من الوالدين تعوزهم الحكمة عند اختيارهم لأسماء أولادهم، حيث جروا عليهم الكثير من المتاعب مررت حياتهم، ومنهم من اضطر إلى اختيار اسم آخر للتداول بين الناس، وآخرين لجأوا إلى القضاء لتغير أسمائهم.
"حلو هو اسمك ومبارك في أفواه قديسيك. ياربي يسوع المسيح مخلصي الصالح" (ابصالية السبت).
والذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه لأن هيئة هذا العالم تزول
(1كو 7 : 31)