+ قال القديس يوحنا القصير :
السكون أفضل من جميع الأعمال لأنه بدوامه تهدأ الأفكار وتموت المشيئة وينقطع تذكر المور الباطلة وحركة الأوجاع القاتلة الجسمانية منها والنفسانية .
فالجسمانية هي : " لذة الفم . شره البطن. شهوة الطبع – تنزه الحواس – الاسترخاء – النوم – الزني " .
اما النفسانية فهي : " الجهل – النسيان – البلادة – قلة الأمانة – الحسد – الشر – السبح الباطل – العجب – الكبرياء – قلة القناعة " .
هدوء الجسد هو حبسه عن الدوران ، وهدوء النفس هو الابتعاد عن الجهل ومن النظر للوجوه – فأن الجهلة يشغلوننا بباطلهم ويجروننا الي عوائدهم ويسخروننا لنواميسهم ، لأنهم يرونها حسنة ولكنها تقطعنا عن طياتنا .
لذلك ليس شيء أفضل من التباعد والسكون لن بدونها لا يقدر الانسان أن يعرف نفسه .
+ قيل عن أنبا يحنس الذي كان من اسيوط ، أنه أقام 30 سنة في مغارة ، ضابطا السكوت ، والباب مختوم عليه ، وكانوا يعطونه حاجته من طاقة ، والذين كانوا يأتون اليه ، كان يكتب لهم ويعزيهم ، فحدث مرة ان أربعة لصوص نظروا كثرة الجموع التي كانت تأتي اليه ، لأن الله قد منحه موهبة الشفاء ، فظنوا أن عنده اموالا في مغارته ، فأتوه بالليل لينقبوا باب المغارة ، فضربوا بالعمي جميعا ، وظلوا هكذا واقفين خارج المغارة الي الصباح ، حيث أتي الناس وأمسكوهم وأرادوا أن يسلموهم للوالي فيقتلهم ، فتكلم معهم القديس قائلا : " أن لم تتركوا هؤلاء الناس ، فنعمة الشفاء تذهب عني ، فتركهم ، وهذه هي الكلمة الوحيدة التي خرجت من فمه خلال مدة الثلاثين سنة ".