جزء اول من حياتة لنا باقى غدا انشاء الله --------------------------------
فى ايامه المبكرة : ولد رمزى عزوز (نيافة الأنبا يو أنس) فى حى شبرا بالقاهرة وبالتحديد فى المنزل رقم 16 بشارع يلبغا فى 25 أكتوبر 1923 من والدين تقيين . وكان والده محباً لصلوات الأجبية والمزامير التى كان يرددها فى مواقيتها مما رسخ فى نيافته تأثيرات تقوية وهو لا يزال طفلاً .
ولما شب حتى وصل إلى المرحلة الثانوية سارع بالإنضمام لفصول مدارس الأحد بكنيسة الملاك ميخائيل
بطوسون فى عام 1937 وبعد فترة صغيرة أصبح خادماً فى نفس الكنيسة عام 1942 وإرتبط بخدمة فصل القديس
"أبو مقار" . ونظرأ لنشاطه الواضح منذ صباه لم يكتف بالخدمة فى مكان واحد فخدم أيضأ بكنيسة الأنبا أنطونيوس وكنيسة القديسة دميانة بشبرا وفى عام 1948 بدأت الخدمة ببيت مدارس الأحد بروض الفرج . وإنتقل فصل القديس"أبو مقار" إلى بيت مدارس الأحد . وهناك إشترك فى خدمة هذا الفصل مع الأستاذ نظير جيد (قداسة البابا شنواه الثالث _ أطال الله حياته ) .
وفى أثناء خدمته ببيت مدارس الأحد بدأ يشارك فى تحرير مجلة مدارس الأحد وكان يكتب بالذات عن سير القديسين الذين أحبهم ونذكر من ضمن ما كتب مقالات عن (القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك , والقديس غريغوريوس صانع العجائب , والقديس ايلاريون , والقديس بولس البسيط ) . وفى أثناء هذه الفترة المباركة عايش كثيراً , المتنيح القمص ميخائيل إبراهيم والذى كان فى ذلك الوقت ( ميخائيل أفندى ابراهيم ) وكان كلاهما يعمل موظفاً فى مدينة ههيا بالشرقية
حصل الشاب رمزى عزوز على ليسانس الآداب قسم التاريخ من جامعة القاهرة عام 1952 وعمل مباشرة مدرساً للتاريخ بمدرسة الملك الكامل بالمنصورة فى أعوام 1953 ، 54 , 55 . وخلال عمله بالمنصورة كان يخدم فى حقل الشباب والطلبة والمغتربين خدمة كبيرة لا يزال أثرها واضحاً فى إرتباط الكثيرين منهم بنيافته حتى نياحته .
الى برية شيهيت : كان الأستاذ رمزى عزوز يتردد كثيراً على دير السيدة العذراء ( السريان ) منذ عام 1947 يقضى به فترات الصيف خاصة أثناء إشتغاله بالتدريس . وفى صيف عام 1955 ذهب إلى الدير كعادته وكان يزور فى هذه المرة صديقه قداسة البابا شنوده الذى كان قد سبقه إلى هذه الحياة النسكية فى العام السابق 1954 , وترهب باسم الراهب أنطونيوس السريانى . وبإعلان إلهى مع الإستعداد الروحى في شخصية الخادم "رمزى عزوز" ومحبته لحياة الرهبنة إختار أن يبقى بالدير ليحيا حياة التأمل الدائم فى الله ، وبالفعل سيم راهباً باسم الراهب شنودة السريانى بيد مثلث الرحمات الأنبا ثاؤفيلس أسقف الدير فى ذلك الوقت . ومما يذكر أن أحد محبيه والذى يعلم حبه لسير الآباء النساك لما زاره بالدير قل له : "سنرى مؤلفاً ضخماً عن الأنبا شنودة رئيس المتوحدين الذى هو شفيعك" ، فكان رد الراهب شنوده السريانى: "أنا لم أحضر لكى أكتب عن الأنبا شنودة ، بل لأحيا حياة الأنبا شنودة".
الراهب شنودة السريانى ... ومجالات متعددة للخدمة ... : بدأ الراهب شنوده السريانى فى حمل صليب الألم مبكراً بعد دخوله الدير إذ ألمت به آلام مبرحة فى العمود الفقرى إضطر بسببها للنزول إلى القاهرة للعلاج والفحص . وقد كان نزوله هذا سبب بركة لكثيرين إذ أسند إليه الإشراف الروحى على طلبة الكلية الإكليريكية بالقاهرة , وزامله فى هذا العمل المتنيح نيافة الأنبا صموئيل (القمص مكارى السريانى) وظل مشرفً روحياً لسنوات طويلة و تتلمذ على يديه الكثيرين ممن صاروا فيما بعد كهنة بالقاهرة والاقاليم .
فى أثناء هذا سيم قساً فى 16 / 9 / 1956 بكنيسة السيدة العذراء بالعزباوية مقر دير السريان بالقاهرة بيد نيافة الأنبا ثاؤفيلس أسقف الدير . ومن وقتها كان أب إعتراف لكثيرين من طلاب الكلية الإكليريكية وغيرهم ومرشداً روحياً لهم .
كان القس شنودة السريانى يتميز بالحنو والعطف مع الحزم والقوة . فكان يتعامل مع طلاب الكلية الإكليريكية كأب ومرشد ومعلم يعد جيلاً من الخدام ممن سينالون درجة الكهنوت ويصيرون آباء بالكنيسة
ونظرا لمواهبه المتعددة أسند إليه تدريس مادة اللاهوت الروحى . . وكان ذلك دافعاً له لتأليف الجزء الأول من كتاب بستان الروح عام 1960 الذى أصبح مرجعا أساسيا فى الحياة الروحية 0 وقد أعقبه بعد ذلك صدورا لجزء الثانى المكمل له عأم 1963.
ورغم إنشغاله بالإشراف الروحى والتدريس بالكلية الإكليريكية إلا أنه كان يتردد على الدير كثيراً ويقضى به فترات طويلة . وفى أثناء إقامته بالدير أسند إليه نيافة الأنبا ثاؤفيلس الأعمال الآتيه :
عهد إليه بأن يكون أمينا للدير (الربيته) لعدة مرات .
أسند إليه إستقبال الزوار خاصة الأجانب نظرا لأتقدنه اللغات الأجنبية .
ويذكر أن أحد الزوار الأجانب سأله قائلاً : "هل لديكم تليفون بالدير؟ ". فكان رد القمص شنودة السريانى : "نعم ولكنه يتصل بالسماء فقط!" كان شغله منذ زمن طويل هو السماء .
أسند إليه بالتعاون مع قداسة البابا شنودة الثالث ( الراهب أنطونيوس السريانى ) إعداد مكتبة الدير التى كانت وماتزال تضم مجموعة ضخمة من الكتب والمخطوطات وقد بذل جهداً كبيراً فى فهرستها وتسقيها وتبويبها .
كان يقوم بالتعاون مع الآباء الرهبان فى إصدار مطبوعات بإسم الدير فمثلاً دون سيرة حياة القديس باسيليوس الكبير كمقدمة لكتاب قوانين باسيليوس الذى أعده للطبع قداسة البابا شنودة الثالث . كما كتب الكثير من السير التى كان الدير يطبعها فى ذلك الوقت كسيرة مار افرام السريانى وغيرها .
خلال فترة رهبنته وتواجده سواء بالدير أو القاهرة كان مرشداً روحياً للعديدين من الشباب والخدام وساعد على ذلك قيامه بالإشراف على بيت الخلوة فى الدير والذى كان فى ذلك الوقت , يكاد يكون بيت الخلوة الوحيد الذى يتردد عليه شباب وخدام الخمسينات والستينات . ولشدة حماسه لفكرة هذا البيت قال لنيافة الأنبا ثاؤفيلس :
"يا سيدنا الله سيكافئك- إلى جانب أعمالك المجيدة فى تعمير الدير - مكافأة خاصة لإنشاء بيت الخلوة الذى يتعرف فيه الكثيرون على الله ويبدأوا حياة التوبة الحقيقية"
لقد كان وجود القمص شنواه السريانى كراهب بالدير حافزاً لكثيرين لزيارة الدير والإختلاء الروحى والتعرف على كاتب "بستان الروح" .
كانت حياته فى الدير مسار تقدير كل الرهبان . . وكان لقداس القمص شنوده السريانى مكانة خاصة من جهة ألحانه وروحانيته . ولا يزال الرهبان يذكرون قداساته التى كان يصليها بمغارة الأنبا بيشوى بدير السريان فى عيده
ونظراً لمحبته وإلمامه بالطقوس كان يقوم بتسليم طقس القداس للرهبان الجدد فى الفترات التى كان مقيماً فيها بالدير