موضوع: كمالة حياة (2 ) المتنيّح الأنبا يوأنس أسقف الغـربية الأحد فبراير 16, 2014 11:35 am
فى سكرتارية المتنيح البابا كيرلس السادس : عندما شاءت العناية الإلهية بأن يكون الراهب مينا المتوحد بطريركاً باسم البابا كيرلس السادس فى عام 1959 إختار القس شنودة السريانى ليكون أحد سكرتاريه الأربعة... فإنتقل للبطريركية ليواصل العمل الشاق فى سكرتارية قداسة البابا رغم ظروف آلام ظهره .. وكان يلبس حزاماً من الحديد كمسند لظهره لكى يستطيع أن يبقى واقفاً أو مصلياً لمدة طويلة . وكان يحس بيد الله الحانية .. كما سمعنا عنه , وفى بداية عمله فى سكرتارية قداسة البابا انكسر هذا الحزام وظل تحت الاصلاح لمدة ثلاثة أسابيع لم يشعر خلالها الراهب شنوده بأية أوجاع عالما أن يج الله كانت تسنده وتؤازره . وفى عام 1962 نال درجة الإيغومانسية (القمصية) بيد نيافة الأنبا ثاؤفيلس اسقف الدير . أنتدبه المتنيح البابا كيرلس فى أول عمل مسكونى ليمثر الكنيسة فى مؤتمر بجنوب أفريقيا وروديسيا، وخلال مروره بالسودان خدم هناك عدة شهور وظلت آثار هذه الخدمة باقية حتى نياحته فى إرتباط الكثيرين به بعد سنوات عديدة . لم يكن القمص شنوده يشفق على نفسه رغم الآلام الشديدة التى أبتدأ يعانى منها، فاضطر للسفر للخارج عام 1964 حيث سافر إلى لندن لإجراء عملية جراحية فى العمود الفقرى كانت تعد من أخطر العمليات (فى ذلك الوقت) بعد أن كادت هذه الآلام تهدد جسده وتعرضه للشلل. وقد نجحت هذه العملية الخطيرة التى أجريت له وعاد من لندن عام 1965 وهو لا يدرى أنه سيعود إليها فى عملية أخطر عام 1985 بعد 20 عاما امتداداً لرحلته الطويلة مع الالم؟ والتى استراح منها بنياحته فى عام 1987 . وفى هذا كله كان يسلم حياته بين يدى الله فأعطاه الله عمراً ليكمل سعيه بسلام. عاد القمص شنوده السريانى للقاهرة ليدرس مادة التاريخ الكنسى بالكلية الاكليريكية إلى جانب الإشراف الروحى على الطلاب . ولما أحس أن مجال الكتابة فى تاريخ الكنيسة بطريقة علمية لايزال حقلاً بكراً عكف على إخراج مؤلفاته عن تاريخ الكنيسة وبدأها بكتابه "الإستشهاد فى المسيحية" عام 1969 ثم أعقبه بعد اعتكاف بالدير بكتاب "الكنيسة المسيحية فى عصر الرسل" عام 1971 ، ثم أصدر بعد ذلك مذكرات أخزى عن "الرهبنة القبطية" 0 "عصر المجامع", "وتاريخ الكنيسة القبطية بعد مجمع خلقيدونية" وكان يقضى فى إعداد هذه الكتب ساعات طويلة كل يوم . وهكذا كانت حياة الراهب القمص شنوده السريانى فى الفترة من 1955 إلى 1971 ْْ( أى حوال 16سنة) حافلة بألوان النشاط والخدمة والتأليف والتدريس والعمل الروحى والتدبير الكنسى إلى أن سمحت العناية الالهية بإختياره لعمل الأسقفية المبارك ليقضى 16 سنة أخرى من 1971 إلى 1987 فى سلسلة جديدة من الجهاد المضنى الذى. لم يتوقف.
الانبا يوأنس فى عهد قداسة البابا شنودة الثالث : بإختيار العناية الإلهية لقداسة البابا شنوده ليصير بطريركاً للكرازة المرقسية، إختار قداسته رفيق الخدمة والرهبنة القمص شنوده السريانى ليكون سكرتيراً له ..
وبعد تنصيب قداسة البابا شنوده فى 14 نوفمبر 1971 كان أول أسقف يسام بيد قداسته هو نيافة الأنبا يو أنس أسقفاً على الغربية فى 12 / 12 / 1971 الموافق 3 كيهك (عيد دخول السيدة العذراء إلى الهيكل) .. وكان شريكه فى السيامة نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح . ونظرا لما كان يتمتع به نيافه الأنبا يو أنس من فضانل ومواهب متعددة أسند إليه قداسه البابا شنوده أعمالاً هامة تختص بتدبير الكنيسة كلها : فقد أسند إليه سكرتارية المجمع المقدس عام 1972 وظل يقوم بأعباء هذا المنصب لمدة 12 عاماً متواصلة كان يقوم خلالها بالمهام الى تسند إليه من قبل قداسة البابا . كما أسند إليه أيضاً رئاسة المجلس الإكليريكى للاحوال الشخصية وكان يسافر من مقر ايبارشيته للقاهرة أسبوعياً للقيام بهذا العمل إلى جانب التدريس بالكلية الإكليريكية بالقاهره بقسميها النهارى والمسائى والمعاهد المتخصصة . اختاره قداسة البابا أيضاً عضواً بهيئة الأوقاف القبطية . كما أختاره عضواً بلجان الحوار مع الكنيسه الكانوليكية سواء على المستوى المحلى بالقاهرة، أو على المستوى الدولى فى اللقاءات بالفاتيكان بين الكنيستين القبطيه والكاثوليكية. أنابه قداسه البابا لإداره شئون الكنيسة أثناء رحله قداسته إلى أرمينيا وروسيا عام 1972م رافق قداسة البابا فى رحلته التاريخية للفاتيكان لإحضار رفات القديس أثناسيوس الرسولى عام 1973 أوفده قداسه البابا شنوده للذهاب إلى فرنسا لتفقد أحوال الآباء الأساقفة الفرنسيين قبل ضمهم للكنيسة وقدم لقداسته تقريراً مفصلاً رسم بعدها الأ ساقفه الفرنسيين وأنضموا إلى الكنيسه . أحضر رفات القديس الكارز بولس الرسول من الخارج فى أواخر ديسمبر سنة 1973 وحفظ بمزار لائق به بكاتدرائية ماربولس بطنطا ليتبارك منه كل الشعب . سافر فى عام 1975 موفدأ من قداسه البابا لتفقد كنائس المهجر فى أمريكا وكندا وحل مسائل الأحوال الشخصيه هناك . رافق قداسه البابا فى رحلته الر عومه إلى أمريكا عام 1977 ثم فى رحله إلى السو ادن فى عام 1979 . مثل الكنيسه القبطيه فى المحافل والمؤتمرات الدولية ومجالس الكنائس على مختلف المستويات سواء مجلس الكنائس العالمى، أو مجلس كنائس الشرق الأوسط ؟ أو لقاءات الكنائس الأرثوذكسية وكان آخرها بكييف بروسيا عام 1982 . ونعود مرة أخرى لأعماله الرعوية داخل الإيبارشية : ففى خلال فترة حبريته قام بسيامة 34 كاهناً لمختلف بلاد الإيبارشية منهم 14 كاهنآ فى طنطا . تم فى عهده بناء 6 كناس جديدة فى مقدمتها كاتدرائية القديس العظيم ماربولس والتى تفضل قداسة البابا بوضع حجر الأساس لها فى 2 نوفمبر سنة 1974 . وبدأت الصلاة فيها فى الطابق الأول 19 يوليو سنة 1975 ثم فى الدور العلوى فى 12 يوليو سنة 1981 . كما تم فى عهد نيافته شراء كنيسة مارمينا بطنطا وأخرى بمدينة زفتى على اسم مارجرجس وتجديد خمسة كناس تجديداً كاملاً . اهتم نيافته بتجديد دار المطرانية فقام ببناء مبنى ضخم ملحقا بها به قاعة كبرى للاستقبالات وحجرات متعددة لانشطة الخدمة القروية والتربية الكنسية ومختلف الأ نشطة اهتم ببناء بيت للمكرسات أمام كاتدرائية القديس بولس الرسول . فى عهده تم افتتاح فرح الكلية الإكليريكية بطنطا وقد تم ذلك فى احتفال رائع رأسه وشرفه قداسة البابا شنوده الثالث فى سبتمبر سنة 1976 , ثم ألحق بها بعد ذلك معهدان أحدهما للخدمة ( لحملة المؤهلات المتوسطة) والآخر للالحان (لكافة الشعب) . اهتم بخدمة الوعظ والتعليم لشعبه فكان يعقد اجتماعاً أسبوعياً كل يوم جمعة بكاتدرائية مارجرجس علاوة على نهضة سنوية فى آحاد الصوم الكبير تلك التى خرجت محاضرتها فى 11 مؤلفاً نفيساً . هذا إلى جانب اجتماع آخر يعقد كل يوم خميس بمدينة المحلة الكبرى . اهتم بخدمة القرية اهتماماً كبيرا شملت كل قرى الإيبارشية وقد تأسست مذابح جديدة فى عهده حتى وصل عددها 22 مذبحاً بقرى الإييارشية . تمتعت الغربية فى عهده بجو من المحبة والسطم مع جميع المواطنين . وكانت له علاقاته الوطيدة وصداقاته الطيبة مع الأخوة المسلمين على كافة المستويات وكان يبادلهم الزيارات. وتكلم فى إحدى اللقاءات بدعوة من جمعية الشبان المسلمين عن "عطاء مصر الروحى". اهتم بإنشاء مركز للسمعيات والبصريات بدار المطرانية ليساعد الخدام فى الخدمة بالقرى ومدارس الأحد . وايماناً بأهمية الرسالة الصوتية فى هذا العصر . كان رائداً للعمل الإجتماعى والخيرى . وقدمت له ميدالية العمل الإجتماعى أكثر من مرة. كما كان يهتم بالجمعيات والملاجئ القبطية لعلمه برسالة هذه الجمعيات وتقديره لأهميتها . أهتم بتعمير دير مارمينا الأثرى بإبيار وبناء بيت الخلوة والضيافة فيه وافتتح عام 1980 ليستقبل عشرات الأفواج من الشباب والخدام فى كل عام وكانت تأتى له الأفواج من كل البلاد وفروع الخدمة والكنائس . إعداد مزاراً ضخما ولائقاً للقديسة الشهيدة رفقة بكنيستها بسنباط ليسع ألوف الزوار الذين يتوافدون للتبرك بها مع 14 جسد شهيد يحويهم نفس المزار رحلته الاخيرة مع الألم : بدأت رحلته الأخيرة مع الألم بمعاناة شديدة من آلام الذبحة الصدرية فى نوفمبر 1982 وظل يقاوم ويتحمل على مدى ثلاثة سنوات وهو مستمر فى خدمته وحمل الأمانة. إضطر أخيراً تحت وطأة الألم للسفر إلى لندن فى سبتمبر عام 1985 حيث أجرى له الأستاذ الدكتور مجدى يعقوب جراحة فى القلب يوم 2 أكتوبر غير بها ثلاثة شرايين فى القلب . وبعد عودته إجتاز مرحلة حرجة بمعجزة إلهية إذ نجا من آثار إلتهاب رئوى خطير لازم بسببه الفراش حوالى أكثر من شهرين . وكأن المصباح كان لا يزال به زيتاً ويشاء الرب أن يستمر فى ضيائه . إستعاد صحته وبدأ يباشر مهام الأسقفية بجهد كبير لا يتحمله هذا القلب. . ظل يكرز بالكلمة ويعظ ويصلى ويؤلف ويزور ويفتقد ويقابل شعبه ويواسى الحزانى ويحل المشكلات ويعقد اللقاءات حتى كان يوم الأربعاء 4 نوفمبر سنة 1987 .
كمالة حياة (2 ) المتنيّح الأنبا يوأنس أسقف الغـربية