*ننتقل من ملاذ الجسد الخاطئة إلي ملاذ النفس الخاطئة
من ذلك من يجدون لذة في التشفي والانتقام
فيفرح الواحد منهم بما يصيب عدوه أو منافسه من ضرر.. متشفياً فيه أو شامتاً. يدفعه إلي ذلك حقد في قلبه أو كراهية. وهذا الحقد قد يدفعه أيضا إلي الانتقام من هذا العدو أو التحدث عنه بما يسيء إلي سمعته.. واجداً في ذلك متعة.
ومن ملاذ النفس أيضا شهوة الغني. ولذة الجمع والتكويم. والفرح بازدياد الرصيد أيا كان مصدر هذا الازدياد..ومن لذة النفس أيضا الطموحات التي تدفع بدورها إلي لون من المنافسات. والرغبة في قهر المنافس والاستعلاء عليه.
***
ننتقل بعد هذا إلي ملاذ الفكر
ولا نقصد هنا فرح الفكر بالنمو في المعرفة النافعة. أو لذته بالتأمل النقي في الأمور الروحية والسماوية..إنما نقصد هنا خطأ لذة الفكر في ما يضره. وذلك بالاشباع الفكري في الشهوات الخاطئة. تدفعه رغبات الجسد التي لم تتحقق عملياً. فتسعي إلي إشباعها فكرياً بلون من السرحان.
والفكر يشبع ذاته بأحلام اليقظة وبالخيال. وبتأليف قصص عن نفسه ترضيه. يصوّر فيها ذاته حسبما يشاء ويهوي.
في هذا الخيال الخصب. يحلم بالنجاح والترقي. والانتصار علي الغير. وبالعظمة والمناصب والغني.. ثم يصحو من كل ذلك. فإذا هو لا شيء!! فيعيد الكرة بأحلام جديدة وقصص جديدة.
***
لأجل هذا كله. يجب أن نرتفع فوق مبدأ اللذة
ونجعل الدافع لنا هو النفع الروحي والحق الخالص وأتذكر أنني في شبابي المبكر. وضع أمامي كتاب وضعه أحد المتخصصين في الفلسفة وعلم النفس. عنوانه [فوق مبدأ اللذة] ننتقل إلي نقطة أخري من الدوافع والأغراض. وهي:
المنفعة
غالبية الناس يسيّرهم في حياتهم دافع أساسي هو المنفعة. حتي بعض الدول أيضا تقوم سياستها علي المنفعة.
ولكن المهم أن المنفعة الخاصة لا تطغي علي منفعة الغير
ولا تطغي أيضاً علي النفع العام. وإلا صارت لوناً من الأنانية. نقول هذا لأن كثيراً من التجار الجشعين يحتكرون السوق. ويفرضون أسعاراً مرتفعة يكون من ضحاياها المشتري وباقي التجار الصغار. فعلي أولئك الجشعين ألا يركزوا علي منفعتهم وحدهم. بل يراعوا غيرهم.
وكثيرون بدافع من المنفعة يلجأون إلي وسائل لا يرضاها الضمير. بذلك المبدأ المكيافللي "الغاية تبرر الوسيلة"!.. وأيضا يخلطون المنفعة بالطمع. وأحياناً بالتزوير والرشوة. أو بالغش. كمن يصعد علي العلو علي جماجم الغير.
***
الذات
الذات Ego هي من الدوافع الأساسية في حياة الغالبية.
وحسن أن يبني الإنسان ذاته بناء سليماً. ولكن الخطأ هو التركيز علي الذات. أو أن الذات تدفع إلي حب العظمة والكرامة والخيلاء. وأن تجعل الإنسان يصل إلي الكبرياء. ويفضّل ذاته علي الكل أو أن يفعل الخير. لا حباً في الخير. وإنما لكي ترتفع ذاته في نظر الآخرين. أو أن الشخص المحب لذاته. والمعجب بذاته. قد يمدح ذاته. ويقع في حب الكرامة. ويكره من لا يمدحه أو في سبيل الذات يحاول أن يحطم كل من يراه منافساً له!
***
التيار العام
هناك من يدفعه في الطريق مسايرة التيار العام. فليست له مباديء ثابتة يسير عليها. إنما يتبع ما يراه في البيئة التي حوله..مثال ذلك الفتاة التي تسير حسب "الموضة" أيا كان نوعها: قصيرة أم عارية. وتستخدم المساحيق التي تستخدمها الأخريات. وهكذا..ومثالها أيضاً من يردد شعارات سمعها من غيره أو قرأها في الصحف. دون أن يتشبع بمعناها. إنه شخصية منقادة.
العادة
وهناك من تقودهم العادة. ويخضعون لسيطرتها وهذا موضوع طويل. ليس الآن مجاله.