حدّثنا إنسان عن أخ وقع في الخطيئة، أنه زار الأب لوط وكان مضطربًا، حتى أنه كان يدخل ويخرج دون أن يتمكن من الجلوس. فسأله الأب لوط: ما بك يا أخي؟ قال: لقد سقطت في زلة عظيمة ولا أقدر أن أبوح بها للآباء. قال له الأب لوط: اكشفها لي وأنا أحتملها. عندئذ قال ذاك: لقد وقعت في الزنى، فقدمت ذبيحة لكي يرشدني الله إلى الصواب. قال له الأب: تشجع يا أخي، فالتوبة أمامك. اذهب واجلس في الكهف عاكفًا على الصيام يومين يومين، وأنا احتمل معك نصف الخطيئة. ولما تمت الأسابيع الثلاثة، تيقّن الأب أن الله قد قبل توبة الأخ. وهكذا بقي ذاك خاضعًا للأب لوط حتى رقاده.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
الملك لوسيوس
*************
أول ملك مسيحي على بريطانيا:
هو أول ملك مسيحي على بريطانيا، وإليه يرجع أكبر الأثر في جعل بريطانيا مسيحية. يأتي لوسيوس من نسل بروتس مُنشئ بريطانيا وأول ملك عليها، وخَلَف والده كوْيلُس على العرش، وقد تَمَثَّل بوالده في السعي إلى كسب ود وصداقة الرومان.
تأثر لوسيوس بما سمعه من المعجزات المسيحية واشتهى أن يعرف الإيمان الحقيقي، فأرسل إلى إليوثيروس أسقف روما طالبًا منه إرسال معلمين. حالما وصل إليه العالِمان القديسان فاجانوس ودوفانوس نال سرّ المعمودية مع أعداد غفيرة من كل المدن والبلاد، وما أن قربت الوثنية على الانقراض من الجزيرة حوَّل القديسان المعابد الوثنية لخدمة الله وملأها من المؤمنين المسيحيين، كما نظَّما الكنيسة على أكمل وجه إذ أقاما أساقفة ورؤساء أساقفة مُقَسَّمين على ثلاث إيبارشيات.
وقد أغدق لوسيوس على الكنيسة، وإذ رأى نمو الإنجيل وانتشاره رقد بسلام في جلوستر سنة 156 م.، وتُعيِّد له الكنيسة الغربية في اليوم الثالث من شهر ديسمبر.