يقول الأب ديودورس الفوتيكى " هؤلاء المبتدئون فى طريق القداسة يبدو لهم طريق الفضيلة صعباً، وهو وإن كان يبدو هكذا لأن طبيعتنا البشرية منذ الطفولة قد اعتادت الطرق الرحبة للشهوات الجسدية ولكن أولئك الذين اجتازوا أكثر من نصف الطريق يجدون أن طريق الفضيلة سهل لأن العادات الرَديئة عندما تواجه بأخرى جيدة من خلال عمل النعمة فهى تتلاشى بعدم تذكر الشر، وبعد هذا تعبُر النفس بفرح إلى كل طرق الفضيلة، ولهذا عندما يضعنا الرب على أول طريق الخلاص فهو يقول (ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذى يؤدى إلى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه مت 14:7) ولكن هؤلاء الذين قبلوا تعاليمه بقوة يقول لهم "نيرى هين وحملى خفيف" (مت30:11)، إذاً فى بداية الجهاد يجب أن نسلك بتغصب حسب قول السيد المسيح "منذ أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت الله يغصب والغاصبون يُختطفون" (مت 12:11) وعندما يرى الله غيرتنا ومحبتنا وجهادنا يُمنحنا الإرادة والفرح من أجل الطاعة.
يقول الأب بطرس الدمشقى"العادة المتأصلة طويلاً يكون لها قوة الطبيعة ولكن إذا لم تفسح لها الطريق فإنها تفقد قوتها وتتلاشى تدريجياً، سواء أكانت جيدة أم رديئة إذ أن الوقت يغذيها مثلما يغذى الوقود النار فلذلك على قدر إستطاعتنا يجب أن نزرع ونمارس ما هو جيد حتى تصبح عادة متأصلة تمارس تلقائياً وبدون جهد، وهكذا من خلال النصرة على العادات البسيطة انتصر الآباء في المعارك الكبيرة.
نقلاً عن كتاب تكوين العادة لنيافة الأنبا مكاريوس الاسقف العام