أولاً. أهنئكم يا اخوتي جميعاً ببدء عام جديد. جعله الله عاماً مباركاًمقدساً
تحيونفيه حياة مقبولة من الله. كما أهنئكم بعيد ميلاد السيد المسيح له المجد. وما يحملهميلاده من إيحاءت ومن معاني ودروس روحية..
وكما ولد السيد المسيح في عالم مظلم. وأشرق عليه بنوره..
هكذافليمنح الله الاستنارة للعالم الآن. ويرشده الي سواء السبيل.. ولد المسيح في ليلةباردة جداً من ليالي الشتاء. ووسط مجتمع شملته البرودة الروحية فترة طويلة منالزمن. بلا صلة بينه وبين الله. وبلا أنبياء. وبلا افتقاد إلهي. وبلا معونة منالروح. قال عنه المسيح فيما بعد:
"جيلفاسق وشرير يطلب آية ولا تُعطي له". جيل حارب المسيح وحارب معجزاته ووصاياه.لذلك قيل عنه إن "النور أضاء في الظلمة. والظلمة لم تدركه. إلي خاصته جاء.وخاصته لم تقبله":.
***
وعلي الرغم من ظلمة العصر. أحيط الميلاد المجيد بمجموعة من القديسين.
نذكرمن بين هؤلاء القديسين زكرياالكاهن وزوجته اليصابات.وكيف بشرهما الملاك بميلادابنهما يوحنا المعمدان "وكان كلاهما بارين أمام الله.. سالكين في جميع وصاياالله بلا لوم". وإلي جوارهما وجد يوسف النجار وسمعان الشيخ. وحنة ابنة فنوئيلالعابدة في الهيكل بأصوام وصلوات ليلاً ونهاراً.
ومعهؤلاء. عاشت القديسة العذراء أطهر امرأة في الوجود. التي استحقت أن روح الله يحلعليها. وقوة العلي تظللها. والتي بشرها بميلاد ابنها : الملاك جبرائيل. وكانتالوحيدة في العالم التي لدت ميلاداً بتولياً. بمعجزة لم تحدث من قبل. ولم تتكررفيما بعد..
كلأولئك كانوا موجودين في عصر واحد. هو وقت ميلاد المسيح.
***
وجود أولئك القديسين في ذلك العصر المظلم يعطي رجاء بأن روح الله يعمل حتيفي العصر الخاطي المبتعد عنه.
إنالفساد السائد في ذلك الزمن. لم يكن عقبة تمنع وجود اولئك الأبرار فيه. كما أنفساد سادوم من قبل. لم يمنع وجود رجل بار هو لوط. وفي كل جيل فاسد يستحق طوفاناًليغرقه. لابد من وجود انسان بار مثل نوح ليشهد للرب فيه. فالله لا يترك نفسه بلاشاهد..
وهكذاكان العصر الذي ولد فيه المسيح.
كانروح الله يعمل - وبخاصة وسط مختاريه - لكي يمنحهم حياة النصرة علي ذلك الجو. ولكييقيمهم شهودا له. فاستحقوا أن يروا ملائكة . وأن يتسلموا رسالات إلهية.
يضافاليهم الرعاة والمجوس الذين عاصروا الميلاد.
وكان كل أولئك القديسين من نوعيات متعددة
*كانوا من نوعيات تختلف في السن. فمنهم سمعان الشيخ. وكان طاعناً جداً في السن.وزكريا واليصابات "وكان كلاهما متقدمين في ايامهما". وحنة ابنة فنوئيل.وكانت أرملة من نحو أربع وثمانين سنة. إلي جوار القديسة العذراء وهي شابة صغيرة.ويوحنا بن زكريا وهو طفل رضيع..
*وكانت هذه المجموعة من الأبرار. متنوعة من جهة العمل.
كانمنهم الكاهن مثل زكريا. والنجار مثل يوسف. وسمعان الشيخ كان من علماء الكتاب أوعلماء اللاهوت. وكان المجوس من علماء الفلك. وإلي جوارهم مجموعة من الرعاة. وكانتاليصابات "ست بيت".
وحياةالبر شملت الكل. بغض النظر عن السن أو نوع العمل
مما يدل علي أن الله للجميع. يدعو الكل إلي برّه. وإلي ملكوته.
لنا بقية غدا بمشيئة الرب