وكان أولئك الأبرار متنوعين من جهة الحياة الزوجية:
كانزكريا واليصابات زوجين. وكان يوسف ومريم مخطوبين.
وكانتحنة ابنه فنوئيل أرملة. ولا شك أن سمعان الشيخ كان أرملاً.
والعذراءكانت بتولاً. ويوحنا بن زكريا صار بتولاً أيضاً.
وفيصورة واحدة. اجتمع المتزوجون والمترملون والمخطوبون والبتوليون. كلهم لهم نصيب فيالرب. وكلهم لهم نصيب في حياة البر.
كذلككان من بينهم الرجل والمرأة والطفل والكل فرحوا بميلاد المسيح. كما فرح الرعاةبذلك. وكما فرح المجوس.
***
وكان ميلاد السيد المسيح مناسبة فرح:
فرحالملائكة بميلاده. وانشدوا نشيدهم الخالد "المجد لله في الأعالي. وعلي الأرضالسلام. وفي الناس المسرة".
ودَعواالرعاة أيضا للاشتراك معهم في الفرح. لأنه فرح لجميع الشعب. والعذراء فرحت. وعائلةزكريا الكاهن فرحت. ومازال العالم يفرح إنه فرح ببدء عهد جديد. تظهر فيه مبادئجديدة وقيم سامية عالية يقدمها السيد المسيح للعالم.. وظهرت في عظته الشهيرة عليالجبل. وفي سائر عظاته وتعاليمه. وفي ما أودعه في قلوب تلاميذه من تعليم.
عليأن هناك دروساً عميقة نتعلمها من قصة الميلاد. وما أحاطت بها من أحداث. وما نتعلمهأيضا من حياة السيد المسيح علي الأرض..
من الدروس الهامة التي نتعلمها من قصة الميلاد:
عدم الاهتمام بالمظاهر:
يظهرهذا جليا من ميلاد السيد المسيح في بلدة صغيرة تدعي بيت لحم. وفي مكان حقير هومزود بقر. وفي يوم لم يعلن للناس مازالوا يختلفون في موعده.. كما يولد بدوناحتفالات ارضية. كما يحدث لسائر الناس. استعاضت عنها السماء بحفل من الملائكةوالجند السمائيين.
كماولد من أسرة فقيرة. وفي رعاية رجل نجار. وقيل عن يوم ميلاده "لم يكن له موضعفي البيت". وحتي الآن لا تزال صور الميلاد تبين المزود وما يحيط بالفراش القشمن حيوانات.
وولدفي يوم شديد البرد. لم يجد فيه أقمطة كافية ولا دفئاً..
***
كلذلك نأخذ منه درسا روحيا. وهو أننا بالبعد عن المظاهر الخارجية ندخل في مشاعرالميلاد. بعيداً عن العظمة والترف.
فالعظمةالحقيقية ليست في المظاهر الخارجية من غني وملابس وزينة.. وباقي أمثال هذه الأمورالتي فيها إعلان عن الذات.. إنما العظمة الحقيقية هي في القلب المنتصر المملوء منالفضائل.
فليبحثاذن كل شخص عن مظاهر العظمة الخارجية التي يقع في شهوتها ويسعي إليها. لكييتجنبها.. إن أراد أن تكون للميلاد فاعلية في حياته..
***
من دروس الميلاد أيضا : الاتضاع
إنميلاد السيد المسيح هو أكبر درس في الاتضاع. وقصة الميلاد بدون اتضاع. تفقدجوهرها.. سواء في ظروف الميلاد التي أخلي فيها ذاته من كل مجد عالمي. أو حياتهحوالي ثلاثين عاماً وهي تكاد تكون مجهولة لكثيرين. علي الرغم مما حدث فيها منمعجزات في فترة مجيئه لمصر..
واتضاعالسيد المسيح. كان معه اتضاع امه العذراء أيضاَ.
فإنأردنا الاحتفال بالميلاد. فلنحتفل بالاتضاع فيه وفينا.
ولنبحثما هي أعماق الاتضاع. وكيف تكون وكيف نحياها؟ وما هي الأمور التي تضاد الاتضاع فيحياتنا لكي نتجنبها؟ لأنه ما الفائدة في أن ننظر إلي اتضاع السيد المسيح دون أننتشبه باتضاعه علي قدر طاقتنا؟!
أليسأنه ترك لنا مثالاً. حتي كما سلك هو. نسلك نحن أيضا..!
***
لنا غدا اخر جزء من موضوع بمشيئة الرب