أي كل ما هو حسن السمعة اصنعه وفكر فيه .. لو فكرت في عمل رحمة لأرملة شابة فلا تذهب إليها بنفسك أن هذا غير حسن السمعة .. ولكن يمكن أن يحملها لها ابنك أو ابنتك أو شيخ أو تحملها لها الكنيسة ، فكر أنك لو وقفت وقفة غير سليمة في الكنيسة أو في أي مكان يكون هذا غير حسن السمعة ومسيء إليك ، فكر في بداياتك أن لا تتسبب في سمعة ردية عند خلطتك برجل أو امرأة .
7- التداريب الروحية :-
وهذا هو الأمر السابع والأخير الذي حدثنا عنه ماربولس الرسول . فهو خاص بالتداريب الروحية .. إن كانت فضيلة أو مدح وكلمة المدح هنا تعني الخصال الحميدة ، وأنتم تعرفون أن الإنسان عادات ، فلو في كل سنة يدرب نفسه على عادة أحسن أو خصلة أفضل ، فهو بهذا يكسب لنفسه بنفسه سلاما قلبيا حقيقيا .
يا أحبائي .. إذا أردتم أن تبدأوا عاما جديدا ، فكروا في التدريب الذي تحتاجونه أنتم شخصيا ، فما أسهل أن نقرأ كتاب عن التداريب ، وما أسهل أن نسمع تدريبا ، لكن يمكن أن تشعر اليوم أنك محتاج في هذه السنة لتدريب الهدوء ، محتاج لتدريب العفة أو العطاء .. فالنقص الذي في حياتك أنت الأكثر إدراكا له ، وأكثر قدرة على اكتشافه فابحث كيف تحيا في فضيلة وخصال حميدة ، لأن هذا يؤهلك للأبدية .
فهل من المعقول أن إنسان يبدأ في البحث عن أبديته وكل يوم في حياته يرجع للوراء ، فكان في البداية يخرج عشوره وبكوره بأمانة ، ثم بعد ذلك يرتد للوراء ويقول أنا محتاج لهذا ، لابد أن تدرب نفسك كل سنة لكي تتقدم للأفضل ، فإن كنت قد واظبت على البكور والعشور ففي هذه السنة ستجد أنواع أخرى من العطاء – تعرفها من تحليل الكهنة في نهاية صلاة نصف الليل – فتتقن في كل سنة نوعية عطاءك لله . افتكر في هذا فلن تجد عندك دقيقة في بدايتك اليومية تضيعها فيما لا ينفع وتحرم نفسك من الاستعداد للأبدية .
أذكركم مرة أخرى بهذا الفكر الرسولي ، فالذين يريدون أن يبدأوا : سليمان طلب الفهم والتمييز ، صل في بداية كل يوم من أجل برنامجك اليومي ، واطلب فيه من أجل أبديتك .. فهما لتميز به بين الخير والشر ، صل في كل شئ ومن أجل كل شئ بنقاوة قلب بالدعاء . وإذا أتت الريح بما لا تشتهيه نفسك ، فليكن الشكر عندك قربان يدل على نقاوتك. فالشكر سيحملك لسلام الله ، سلام يعجز العقل عن إدراكه وسط هذه الحياة ، هذا السلام سيقودك في طريق سباعي للأفكار السليمة عند البدايات في كل ما هو حق ، كل ما هو شريف ، كل ما هو عادل ، كل ما هو طاهر ، كل ما كان مستحبا ، كل ما هو صيته حسنا، كل ما يقودني إلى فضيلة أو إلى خصائل حميدة تستر نقصي وعيوبي .. فهذه السباعية الفكرية تمنحك خطة ناجحة للبداية السليمة مع العام الجديد .
الله الذي أدخلني وأدخلكم إلى هذا العام من الزمن يرافقنا فيه ، ويساعدنا أن نرضيه ونعيش بخوفه حتى النفس الأخير .
كل عام وحضراتكم بخير ، ولربنا المجد دائما أبديا أمين .