بدأ داود الشاعر بفطرته والروحاني في طبيعته يرتل مزاميره وهو راعي صغير وكان موسيقار يضرب على العود والمزمار. وحين كان الملك شاول تنتابه نوبات الجنون بسبب الروح الشرير كانوا يقولون إبحثوا عن رجل يحسن الضرب على العود فقالوا داود بن يسى، وأتوا به فكان يصلي مزاميره بترتيل فتخرج الشياطين؟ ومازالت المزامير مستخدمة حتى الآن في إخراج الشياطين.
فالشياطين لا تحتمل المزامير. ونجد في بستان الرهبان أن أحد الرهبان يقول أنه لا يفهم المزامير فرد عليه آخر وقال له ولكن الشياطين تفهمها وتخاف منها. وأحد الأساقفة كان يقول للشيطان الذي يصعب عليه إخراجه "إذا لم تخرج سأصلي طوباهم أي المزمور الطويل (119) فكان الشيطان يخرج.
المزامير كلها نبوات
لذلك تقرأها الكنيسة في أسبوع الآلام فقط فهي مملوءة نبوات عن المسيح والكنيسة في أسبوع الآلام لا تصلي بالأجبية، بل تصلي مزامير ساعات البصخة فقط لأن كل مزمور يوافق الإنجيل الذي نقرأه في تلك الساعة، ويكون المزمور كنبوة عما نقرأه في الإنجيل. ولا نقرأ باقي المزامير لأنها نبوات عن أشياء أخرى. ونحن نعيش أسبوع الآلام بحسب حوادثه.
من الذي كتب المزامير؟
تنسب المزامير لداود دائمًا أيًا كان المزمور. وهناك رأيان في هذا الموضوع:
رأي يقول أن كل المزامير لداود ورأي آخر يقول أن داود وضع 73 مزمور وموسى وضع (90، 91)/ وسليمان (72، 127)/ وقورح وبنوه (11) مزمور/ وأساف (12) مزمور/ وهيمان (88)/ وإيثان (89). وهناك مزامير مجهول اسم واضعها.
ومن يقول أن داود هو واضع كل المزامير يقول أن المزامير المجهولة كلها لداود ( والكتاب المقدس فعل هذا وقارن مز 2 مع اع 4 : 25) أما قورح وبنيه وأساف وهيمان وإيثان ما هم سوى مغنين فقط وليس واضعون. ومن يقول العكس يتساءل وكيف يقول داود "على أنهار بابل.. ثم كيف يقول رضيت يا رب عن أرضك.. وهما يتكلمان عن الذهاب للسبي والعودة من السبي. ومن يقول أن داود واضع كل المزامير يرد بأن داود يتنبأ كما في (مز 22) عمومًا فكل المزامير تنسب لداود فهو واضع معظم المزامير. ويسمى إمام المغنين. قد يكون إمام المغنين هو قائد فرقة الإنشاد في الهيكل ومن ضمن من نسب كل المزامير لداودالقديس أغسطينوس.
ونجد في المزامير مقدمات فيها اسم كاتبها والمناسبة التي قيلت فيها والآلة المستعملة.
كيف كتبت المزامير؟
هل المزامير كانت كلام داود لله؟، أو كان الله يكلم داود؟ "الكتاب كله موحي به من الله". لقد كان داود يكلم الله بكلام وضعه الله على فم داود. فهناك صلوات لا توافق مشيئة الله "تصلون ولا تستجابون لأنكم تصلون رديًا"
إذًا جمال صلوات المزامير أنها صلوات توافق مشيئة الله. كان داود يعزف على العود وكان الروح القدس يعزف على داود وبهذا خرجت هذه المزامير الجميلة. ولذلك قال داود "لساني قلم كاتب ماهر" لأن الروح كان يملي وداود كان يكتب على المزمار والقيثار والعشرة الأوتار. ولذلك سمى داود مرنم إسرائيل الحلو (2صم1:23) والمزامير بدأ كصلوات وتأملات بالنسبة لداود كفرد ثم تطورت وأصبحت صلوات عامة للناس. وكون داود فرقة خورس (كورال) من موسيقيين ومغنين بكل الآلات ليصلوا بها في الهيكل فصارت صلوات عامة. وهذه المزامير هي أعمق صلوات وانتقلت من جيل إلى جيل.