2. المزامير فيها تعليم.
المزامير تعطي تعاليمًا كثيرة لمن يصليها فمثلًا:
أ- يا رب بالغداة تسمع صوتي (أي في الصباح الباكر).. يا الله إلهي إليك أبكر هذا التعليم يعطي روح التبكير في الصلاة ويوبخ من يصلي متأخرًا.
ب- أن يقول داود أنه يسبح الله سبع مرات يوميًا وأن يقول كنت أذكرك على فراشي فهذا التعليم يعلمنا أن نذكر الله دائمًا حتى على فراش نومنا. مثال آخر محبوب يا رب هو اسمك فهو طول النهار تلاوتي. فهذا يعطي فكرة عن التصاق القلب بالله طول النهار. هذه مثل صلوا بلا انقطاع.. هذا تعليم العهد الجديد.
ت- عطشت نفسي إليك كما يشتاق الأيل إلى جداول المياه تعطي تعليمًا عن وجوب اشتياق القلب للصلاة وتبكيت للقلب إذا كان هناك تراخي.
ث- داود الملك الذي يملك كل شيء وله قصره يتكلم عن بيت الله باشتياق ويقول واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس أن أسكن في بيت الرب واتفرس في هيكله المقدس ويقول مساكنك محبوبة أيها الرب إله القوات تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب. هذا يعطينا تعليمًا كيف يجب أن نشتاق ونحب الذهاب لبيت الرب وللأديرة. بل نسمع عن الاحترام والخوف حين يدخل مساكن الرب فيقول "بكثرة رحمتك أدخل بيتك.. أي أنا غير مستحق للدخول لولا رحمتك. ويقول أمام الملائكة أرتل لك وأسجد قدام هيكل قدسك.. ويقصد أنه يرى أن بيت الله مملوءًا بالملائكة وهو يدخل ليسجد في وسطهم. هو شاعر أن البيت مملوء ملائكة. فهناك ملائكة للبيت والملائكة الحالة حول خائفي الله والملاك الحارس لكل واحد وهذا يعطي هيبة وخشوع. فهل نقف بتراخي أمام من تخشع له الملائكة.
ج- حين يقول ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية أمامك يعلمنا أن نرفع أيدينا في الصلاة. ويكون ذلك على شكل الصليب.. في الليالي إرفعوا أيديكم أيها القديسون وباركوا الرب.
ح- أغسل يدي بالنقاوة وأطوف بمذبحك. تعلمنا ضرورة التوبة والنقاوة قبل أن نأتي للعبادة في بيت الرب.
خ- حين يقول هوذا ما أحسن وما أحلى أن يسكن الإخوة معًا يعلمنا أن نجتمع في حب لنقدم عبادة جماعية.
3. المزامير تعلمنا كيف نطلب الله.
حين يقول من الأعماق صرخت إليك يا رب.. نرى أنه يجب أن نطلب الله في عمق الضيقة، عمق الخطية. والمزامير تعلمنا كيف نطلب وماذا نطلب. وكيف نهتم بالطلبات الروحية. وكيف نطلب مجد الله.
4. المزامير تعلم حياة الشكر.
المزامير تعلمنا الاعتراف بجميل الله والتغني بإحسانات الله وجوده وكرمه.
5. المزامير تعلمنا حياة التسبيح.
فهناك مزامير كثيرة كلها تسابيح بلا أي طلب. هو يصلي لا ليطلب بل ليسبح. الله بالنسبة له هنا ليس وسيلة إنما غاية. هو يريد الله نفسه "أيها الرب ربنا ما أعجب اسمك في الأرض كلها. هو لا يطلب بل يتأمل في الله. وكأنه يقول "أنت غايتي وأنت كفايتي وكفي. ونراه يقول مستعد قلبي يا الله مستعد قلبي أسبح وأرتل في تمجيدي استيقظ يا مجدي استيقظ يا مزمار.. هو يطلب من كل شيء أن يستيقظ لكي يقف أمام الله ويعترف له. هو يريد أن يصحو باكرًا وتصحو معه كل الخليقة لتسبح ويصحو معه المزمار والعشرة الأوتار ليعترف للرب بجميله عليه بل داود في جمال تسابيحه يرى الطبيعة كلها تسبح الله.. الفلك والسموات والشمس والقمر والنجوم والأيام والجبال والزهور.. الخليقة كلها هي سيمفونية رائعة ونراه يقول أن الرياح صانعة كلمته. بل هو يطلب من الملائكة أن يسبحوا الله. (مز103) فيقول باركوا الرب يا جميع ملائكته يا جميع جنوده. هو في فرحه بالرب يطلب أن يسبح كل أحد وكل شيء الرب. لم يوجد في البشر من أحسن تسبيح الرب مثل داود. بل هو بعد أن يشبع تسبيح يقول سبحوا الرب تسبيحًا جديدًا.. أي كل يوم قولوا تسبحة جديدة. بل هو يتغنى بناموس الرب وشريعته وكيف هو كامل. هل بدون المزامير ستكون لنا هذه الإمكانية أن نسبح الرب هكذا مثل داود.
6. المزامير تعلم حياة التسليم.