موضوع: النفس الناجحة بقلم نيافة الأنبا موسى لنا بقية غدا بمشيئة الرب الثلاثاء مارس 31, 2015 10:24 am
النفس الناجحة
بقلم نيافة الأنبا موسى
يرجو معلمنا يوحنا الحبيب أن يكون تلميذه غايس "ناجحاً وصحيحاً كما أن نفسه ناجحة" (3يو 2). ويرى علماء النفس أن النفس الناجحة هى حالة من التوافق الجيد، بين الإنسان ونفسه، وبين الإنسان ومجتمعه، بمعنى أن يصل الإنسان إلى نوع من التوازن النفسى والاجتماعى.
والحقيقة أن هذه الحالة من التوافق والتوازن النفسى والاجتماعى، ممكنة - بصورة متميزة فى الحياة المسيحية، بسبب المساندة الإلهية للنفس الإنسانية، وهى تصارع مع مصادمات الحياة اليومية، سواء على المستوى الشخصى أو الاجتماعى.
- ترى ما هى العلامات الدالة على النفس الناجحة، كما ينادى بها علماء النفس؟ وما دور المسيحية فى الوصول إلى هذه المؤشرات، والوصول إلى "نفس ناجحة"؟.
علامات النفس الناجحة:
1- الإحساس بالسعادة :
هذا هو المؤشر الأول لسلامة النفس، أن تخلو هذه النفس من الإحساس بالكآبة أو الإحباط أو الصراع الحاد، الأمر الممكن - بصورة متميزة - فى حياتنا فى المسيح. ذلك لأن أغلب متاعب الإنسان تنبع من إحاطات ذاتية، بسبب الفشل فى الانتصار على الخطايا والعادات والاتجاهات السلبية، أو إحباطات نابعة من الفشل فى تحقيق الذات، والأهداف الشخصية، كالنجاح الروحى أو النفسى أو الدراسى أو العملى أو الاجتماعى.
ولاشك أن الحياة فى المسيح، هى سبيلنا إلى النجاح الشخصى والعام، النفسى والاجتماعى.. ذلك لأننا بالمسيح "نستطيع كل شئ" (فى 13:4). بمعنى أن رب المجد حينما يسكن فى حياتنا، قلوبنا وأذهاننا، إرادتنا وتطلعاتنا، يعطينا قدرة الانتصار.. "يعظم انتصارنا بالذى أحبنا" (رو 37:.
إن إضافة نور المسيح الفائق، ومحبته اللانهائية، ونعمته السماوية، وروحه القدوس، إلى ضعفنا البشرى الشديد، مفتاح جوهرى فى سبيل النجاح الشامل، فى كل زوايا الحياة "إله السماء يعطينا النجاح، ونحن عبيده، نقوم ونبنى" (نح 2:20).. "أيها الحبيب، فى كل شئ أروم أن تكون ناجحاً وصحيحاً كما أن نفسك ناجحة" (3يو 2:1).
وبهذا يستطيع الإنسان أن يغلب صنوف المعاكسات اليومية، الذاتية والخارجية، ويحقق لنفسه توافقاً وتوازناً وسعادة "أفرحوا فى الرب كل حين، وأقول أيضاً أفرحوا" (فى 4:4)... فالرب هو كنزنا الزمنى والأبدى، الذى يعطينا إحساس الغنى والرضا والسعادة.. حينما نكون "أغنياء فى أعمال صالحة" (1تى 6:18).
2- الاتزان :
"الطريق الوسطى خلصت كثيرين" هكذا تعلمنا من الآباء "لا تكن باراً بزيادة...". هكذا قال الحكيم الاتزان عنصر أساسى فى الصحة النفسية، حيث تخلو النفس من الشطحات والمبالغات والتطرف والتعصب من جهة، كما تخلو من السلبية واللامبالاة من جهة أخرى. فالإنسان الصحيح نفسياً إنسان متزن، والاتزان هو نقطة وسط بين نقطتين متطرفتين، لذلك فهو لا يتطرف نحو الثقة فى النفس (بدون المسيح) ولا نحو الإحساس باليأس والفشل.. أنه واثق من نفسه فى المسيح، وبسبب المسيح العامل فيه.
كذلك فهو إنسان متزن بين الطموحات والتطلعات الزائدة، وبين القنوط والكسل... إذ يأخذ من يد الرب قدرة الاتجار فى الوزنات، تحت إشراف روحى جيد، الإنسان الصحيح نفسياً يوازن بين كافة احتياجات وعناصر شخصيته الإنسانية، فيهتم بأن تشبع روحه بالصلاة، وعقله بالثقافة، ونفسه بالترويح والضبط، وجسده بالغذاء والرياضة والراحة، وعلاقاته بالنجاح الاجتماعى.
3- قبول الذات :
النفس الناجحة بقلم نيافة الأنبا موسى لنا بقية غدا بمشيئة الرب