لأنه أمر محزن حقاً. أن تكون كل حياتنا علي الأرض. في علاقة دائمة مرتبطة بالمادة..! وتبقي علاقتنا بالسماء مجرد علاقة فكرية نظرية. دون أن نرتبط بها عملياً ونختبر الحياة فيها...
ولكننا بالقيامة سوف نحيا في السماء. فيكون الارتقاء بالقيامة ليس فقط لطبيعتنا. إنما أيضاً لمكان سكنانا.
***
8- القيامة ضرورية لجمع شمل الأحباء:
سيكون أمراً محزناً بلا شك. لو أن الموت استطاع أن يفصل أفراد الأسرة الواحدة. فلا يرون بعضهم بعضاً بعد موت كل منهم. وكذلك الفصل بين الأصدقاء والأحباء. وكل الذين تزاملوا معاً وتعاونوا في هيئة واحدة أو في عمل واحد.. ويري كل هؤلاء - أنه بالموت - انتهي اللقاء بينهم إلي الأبد!
إنها حقاًَ تكون مأساة في عالم الحب والصداقة والزمالة. وفي عالم القرابة والأسرة أيضاً. أن تنتهي كل تلك العلاقات الحميمة والعميقة إلي شئ. وتصبح وكأنها كانت مجرد خيال. أو كانت مجرد قصة وطويت صفحاتها...!
لذلك فالقيامة ضرورة لجمع شمل كل أولئك. واستمرار العواطف والمشاعر. وتحويل الحزن إلي فرح.
***
9- القيامة ضرورة أيضاً لانتصار الحياة
لقد خلقنا الله لكي نحيا. لا لكي نموت. ولكن بسقوط الإنسان الأول في الخطيئة. تعرض لحكم الموت. وملك الموت علي جميع البشر. وانتصر علي الحياة التي فيهم ووضع لها حداً.
ولم يكن لائقاً أن ينتصر الموت علي الحياة.
وكان الحل هو القيامة. فإذا بالله الحنون الحكيم. الذي سمح أن يدخل الموت إلي طبيعتنا. يسمح أيضاً أن تدخل القيامة إلي طبيعتنا. وبالقيامة انتصرت الحياة أخيراً.
وكان انتصار الحياة فوق ما نتصور. لأن الله لم يمنحنا بالقيامة حياة عادية. بل حياة أبدية.