الآيات (6، 7): "تعبت في تنهدي. أعوم في كل ليلة سريري بدموعي أذوب فراشي. ساخت من الغم عيني. شاخت من كل مضايقي."
هي آيات تظهر أن المزمور مزمور توبة. هنا يحقق ما قاله في (مز4:4). سَاخَتْ مِنَ الْغَمِّ عَيْنِي = ساخت تعنى غاصت أو إنخسفت من كثرة البكاء = "تعكرت من الغضب عيناي" (سبعينية). وغضبه هنا موجه إلى أعدائه الروحيين الذين أسقطوه في الخطية وهم محبة العالم وإغراءاته وشهوات الجسد والشيطان وحيله "فحربنا ليست مع لحم ودم بل مع قوات شر روحية". ولاحظ أنه يبكي في الليل، حيث لا يراه إنسان فعلاقتنا مع الله علاقة خاصة في المخدع وهو في الليل يبكي يشير للخطية فالليل يشير لظلمة الخطية "في المساء يحل البكاء وفي الصباح السرور". أُعَوِّمُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ سَرِيرِي = التوبة هي معمودية ثانية. كل هذا الإنسحاق وهو الملك العظيم، لكن مركزه لم يمنعه من الإنسحاق أمام الله. ومن هذا الذي لا يخاف ويبكي إذا تذكر دينونة الله الرهيبة.
الآيات (8-10): "ابعدوا عني يا جميع فاعلي الإثم. لأن الرب قد سمع صوت بكائي. سمع الرب تضرعي. الرب يقبل صلاتي. جميع أعدائي يخزون ويرتاعون جدًا. يعودون ويخزون بغتة."
علامة التوبة الحقيقية هي ترك كل أصدقاء السوء وكل علاقات الخطية، فمتى تلميذ الرب ترك مكان الجباية، وزكا ترك أمواله. وداود هنا يقول ابعدوا عني يا جميع فاعلي الإثم وتأمل اضطراب داود في أول المزمور وثقته في استجابة الله وقبوله لتوبته. ولنعلم أن من ضمن فاعلي الإثم هم الشياطين الذين يشككون في قبول التوبة. ولذلك يرد داود عليهم بثقة.. سمع صوت تضرعي. وسلاح داود في محاربة هؤلاء الأعداء هو الصلاة، وهو أحس وشعر بأن الله استجاب لدموعه، إذ ملأه قوة جديدة فتغيرت نغمة صلاته واستعاد هدوءه بل صار يتكلم بفرح، فالذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج (مز5:126). ونصلي المزمور في باكر لنذكر هذه القوة والفرح وقبول التوبة.