في وقت صغر النفس تبطل قوى الإنسان الداخلية وتضعف مقاومته حتى التلاشي، ويصبح عرضة لهجمات الشيطان، ويفارقه الفرح وتصبح الحياة بالنسبة له لا طعم لها ولا قيمة، وكأن "موتور" الإنسان قد توقف ونفذ الزيت (البنزين) تفارقه الابتسامة ويتعجب مما هو فيه. وصغر النفس يصيب المتميزين والناجحين أكثر مما يصيب الأشخاص العاديين، كما يرتبط صغر النفس بالكبرياء إذ يستكثر الذي يتعرض له أن يناله مثل ذلك.
أما الأسباب وراء صغر النفس فقد تكون الإخفاق العابر، سواء في الحب أو الإحتمال أو الكسب أو الإنجاز، أو بسبب المقارنة مع الآخرين الأشد تفوقاً، وربما بسبب السقوط في واحدة من الخطايا السمجة.
وعلينا تجاه ذلك أن نصبر ونثق في أنفسنا وفي الله الذي سيجوز بنا التجربة، ويحسن في مثل هذه الأوقات أن نتوارى قليلاً، لئلا نبدو للآخرين بشكل غير الذي اعتادوه، أو لئلاّ نعثر البعض، كذلك لتحاشي اتخاذ قرارات خاطئة. الذي يأتي عليه صغر النفس يحتاج إلى التريض والهدوء، مع الصلاة كيما يعيد الله إلينا والسلام المفقود.
"لماذا أنتِ منحنية يا نفسي" (مز 5:42)