الآيات (16-18): "أرسل من العلي فأخذني. نشلني من مياه كثيرة. أنقذني من عدوي القوي ومن مبغضيّ لأنهم أقوى مني. اصابوني في يوم بليتي وكان الرب سندي"
المياه كادت أن تبتلعه (أعداؤه ومؤامراتهم). ولكن الله جاء وانتشله هذا ما قاله يونان وهو في بطن الحوت. (يون3:2-6). ومياه العالم التي ينتشلنا منها الله هي ضلالاته وأثامه وأفكاره. والعدو القوى هو إبليس الذي أصابنا في يوم بليتنا (18). ويوم بليتنا هو يوم سقطنا بسبب خداع إبليس فمتنا.
الآيات (19-24): "أخرجني إلى الرحب. خلصني لأنه سرّ بي. يكافئني الرب حسب بري. حسب طهارة يديّ يرد لي. لأني حفظت طرق الرب ولم اعص الهي. لأن جميع أحكامه أمامي وفرائضه لم أبعدها عن نفسي. وأكون كاملًا معه وأتحفظ من إثمي. فيرد الرب لي كبرّي وكطهارة يديّ أمام عينيه."
أَخْرَجَنِي إِلَى الرُّحْبِ خلصنى من الضيقة التي كنت فيها. خَلَّصَنِي لأَنَّهُ سُرَّ بِي = قالوا هذا عن المسيح، ولم ينزله الله عن الصليب ليخلصنا فهو سُرَّ بنا وأحبنا. يُكَافِئُنِي الرَّبُّ حَسَبَ بِرِّي = برنا الحقيقي هو المسيح. ولكن علينا نحن أن نسلك بحسب وصاياه فيكافئنا. ومن ناحية داود خلصه الله فعلاً ونجاه، ذلك لأن داود سلك بحسب وصايا الله. وبالنسبة لداود كان كماله وبره نسبياً، أما الكامل حقاً فهو المسيح وحده وفيه نوجد نحن كاملين إن ثبتنا فيه.
الآيات (25، 26): "مع الرحيم تكون رحيمًا. مع الرجل الكامل تكون كاملًا. مع الطاهر تكون طاهرًا ومع الأعوج تكون ملتويًا."
الرَّحِيمِ ينعم برحمة الله، أما القاسي فيُتْرَك لتصرفاته ويحرم نفسه من لطف الله (مثال لذلك... فرعون). وعوبديا النبي لخص هذه الآية بقوله "ما فعلته يفعل بك" (عو 15).
ملتويا = تعنى أن الله يجعل طريق الأعوج كلها مسدودة ومعوجة ولا بركة فيها.