الآيات (27، 28): "لأنك أنت تخلص الشعب البائس والأعين المرتفعة تضعها. لأنك أنت تضيء سراجي. الرب إلهي ينير ظلمتي."
تُضِيءُ سِرَاجِي = من يتضع يختبر الله كمعين له ينير له الطريق فلا يضل طريقه، وهذا بإرشاد الروح القدس "روح النصح" (2تى1: 7). وهذا عكس الآية السابقة إذ رأينا أن الله يعوج طريق الأشرار. أما المتكبر يجعله الله ينخفض = وَالأَعْيُنُ الْمُرْتَفِعَةُ تَضَعُهَا.
ونحن كسراج (مصباح) لا نضئ من ذواتنا. بل نحتاج لزيت النعمة الإلهية أي عمل الروح القدس، بل نحن ظلمة بسبب خطيتنا ولكن الله يضئ ظلمتنا.
الآيات (29-40): "لأني بك اقتحمت جيشا وبإلهي تسورت أسوارًا. الله طريقه كامل. قول الرب نقي. ترس هو لجميع المحتمين به. لأنه من هو إله غير الرب. ومن هو صخرة سوى إلهنا. الإله الذي ينطّقني بالقوة ويصيّر طريقي كاملًا. الذي يجعل رجليّ كالإيل وعلى مرتفعاتي يقيمني. الذي يعلم يديّ القتال فتحنى بذراعيّ قوس من نحاس. وتجعل لي ترس خلاصك ويمينك تعضدني ولطفك يعظمني. توسع خطواتي تحتي فلم تتقلقل عقباي. اتبع أعدائي فأدركهم ولا ارجع حتى أفنيهم. اسحقهم فلا يستطيعون القيام. يسقطون تحت رجليّ. تنطّقني بقوة للقتال. تصرع تحتي القائمين عليّ. وتعطيني أقفية أعدائي ومبغضيّ أفنيهم."
المؤمن ضعيف بذاته، ولكن بقوة الله ومعونته يقدر أن يثب على أي أسوار يضعها إبليس في طريقه إلى أورشليم السماوية، هو يرفعنا فنتخطى هذه الأسوار. (2كو10:3-5). وحينما يذكر المرنم القوة التي يعطيها الله لأولاده يسبحه" من هو إله غير الرب. فالله يحوِّل العاجز غير القادر على الحرب إلى إِيَّلِ= سريع الحركة يهرب من أعدائه في الوقت المناسب، ومقاتل مدهش في أوقات أخرى، فَالإِيَّلِ يستخدم قدميه في دوس الحيات المعادية. واليدان المرتعشتان يعلمها الله القتال. هذه هي الأيادي التي ترتفع في الصلاة. وفي حرب المؤمن ضد إبليس يعطيه الله شجاعة= تُوَسِّعُ خُطُوَاتِي وهو لا يحارب وينتصر ضد خطية واحدة، بل يريد أن يهزم كل الخطايا = لاَ أَرْجعُ حَتَّى أُفْنِيَهُمْ وهذا لم يتحقق بداود بل في المسيح. ونلاحظ قوة الأسلحة = تُحْنَى بِذِرَاعَيَّ قَوْسٌ مِنْ نُحَاسٍ= والمعنى المباشر أنه يستطيع أن يحني ذراعه ليحمل قوس نحاس في الحرب. والله أعطانا أسلحة روحية في أيدينا قوية جداً (أف11:6-18). لاحظ هنا ان داود يفتخر بالرب "من إفتخر فليفتخر بالرب" (اكو 1: 31) فالله هو الذي أعطاه هذه القوة، مثلا أن يحني بيديه قوس من نحاس أو يكون سريع الحركة كالأيل. وعلينا نحن أن نفتخر بالرب الذي يعطينا أي موهبة، لا أن ندخل في كبرياء بسببها، عالمين أن كل ما عندنا من مواهب هو وزنات سنحاسب عليها إن لم نأتي منها بثمار تفرح وتمجد الله، وتكون وسيلة لبنيان جسده.