الآيات (7-11): "ناموس الرب كامل يرد النفس. شهادات الرب صادقة تصير الجاهل حكيمًا. وصايا الرب مستقيمة تفرح القلب. أمر الرب طاهر ينير العينين. خوف الرب نقي ثابت إلى الأبد. أحكام الرب حق عادلة كلها. أشهى من الذهب والإبريز الكثير وأحلى من العسل وقطر الشهاد. أيضًا عبدك يحذر بها وفي حفظها ثواب عظيم."
طالما رأى داود بعيني النبوة كرازة الرسل في العالم، وقبول المؤمنين لناموس الرب. يتأمل هنا في ناموس الرب وكماله وهو يرد النفس = فناموس الرب يكشف للنفس خطاياها ويهب للمؤمنين حكمة. ومن ينفذ الوصايا يلتقي بالسيد المسيح نفسه كلمة الله الذي يغير طبيعته. وكلمة الرب صادقة= شهادات الرب صادقة = لأنها تشهد عن مرارة الخطية وعن صدق وعود الله بالخلاص. وأوامر الرب تنفيذها لا يسبب كبت وضيق بل هي تفرح القلب وجاء في الترجمة السبعينية أن وصية الرب مضيئة تنير العينين عن بعد = أي تهبهما أبعادًا جديدة في النظر، ترفع النظر إلى السماء فنعاين الأشياء غير المنظورة. . ناموس الرب كامل لا يضاف إليه شيء ولا ينقص منه شيء. وهو يعلم الجاهل الحكمة = تعلم الأطفال (السبعينية) ويكشف لنا طريق العثرات فنحذر منها "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي".
خشية الرب= أو مخافته، وخوف الرب هنا ليس خوف العبيد بل روح التقوى، الخوف على جرح مشاعر من أحبنا والذي يترفق بأولاده. وحتى لا يفهم أحد أن وصايا الله تأتي بالخوف وتضيع البهجة قال داود أنها أشهى من الذهب وأنه يحذر بها وحينما اختبر هذا نال ثواب عظيم = فصارت له الوصية شهوة قلبه وأنها أثمن من الذهب وأحلى من العسل. لأنه اختبر لذة تنفيذ الوصية. وقال عن كلمة الرب أنها.. زكية (سبعينية) = فهي تهب لمن يتبعها رائحة المسيح الزكية. حقًا أولاد الله لا يخافوا خوف العبيد لكن يقول بولس الرسول "تمموا خلاصكم بخوف ورعدة" أفلا نخاف أن نغضب من أحبنا كل هذا الحب، وألا نخاف أن نخسر خلاصًا هذا مقداره وبركات سماوية وأرضية.
الآيات (12-14): "السهوات من يشعر بها. من الخطايا المستترة أبرئني. أيضًا من المتكبرين أحفظ عبدك فلا يتسلطوا على. حينئذ أكون كاملًا وأتبرأ من ذنب عظيم. لتكن أقوال فمي وفكر قلبي مرضية أمامك يا رب صخرتي ووليي."
المرتل هنا وصل للآتي، أن المسيح هو شمس البر، وكلمة الله منيرة تضئ العينين عن بعد، فهو يرى ما لا يراه غيره، وحينما أشرقت الشمس أي نور ناموس الرب داخله رأي خطايا لم يكن رآها من قبل، ازدادت حدة بصره الداخلية فصار يرى حتى خطايا السهو، لقد اكتشف ظلمات نفسه، وحينما رأي هذا قال ابرئني. وقال ومن المتكبرين أي الشياطين احفظ عبدك. فهو ليس له سوى الله فقال له صخرتي ووليي. فلنسرع إلى الله بالتوبة قبل أن يأتي للدينونة فهو كشمس تكشف خطايانا ولا يختفي من حرارتها أحد ولا من ضوئها أحد، وإن لم نستفد من الأيام الآن التي نحيا فيها، ستأتي أيام يكون فيها المسيح هو الشمس الذي ستشرق في اليوم الأخير ولا يختفي من دينونته أحد.
نصلي هذا المزمور في صلاة باكر لنذكر المسيح شمس برنا ونرجوه أن يشرق فينا فنكون له رسلًا ننشر منطقه في كل مكان نذهب إليه. ونكون كواكب منيرة كما كان الرسل.