نتمنى دائماً خلال تعاقب السنيين الماضية تحقيق أحلامنا وأمنياتنا، بعضها تحقق والبعض الآخر نأمل أن يتحقق في السنة الجديدة. لذلك نشرع الأبواب للسنة الجديدة القادمة 2015 ونتفاءل بأن تكون سنة خير وبركة على الجميع، تأكيداً لدعوة قداسة البابا فرنسيس في رسالته أن يعم السلام في الشرق الأوسط والعالم أجمع.
وسنحاول أن نركز على فكرة الزمن في الكتاب المقدس، ففي الفكر المسيحي يقسم الزمن إلى قسمين وهما الزمن العادي الذي نقضيه في ممارسة حياتنا اليومية كالدراسة والعمل. والزمن المقدس الذي هو الوقت الذي يعمل الله فيه في حياتنا مثل الصلاة وعمل الخير.
ومن خلال الآيات في الكتاب المقدس، نلاحظ أنه يبدأ ويختم وحي الله للبشر بإشارات زمنية. ففي العهد القديم يبدأ سفر التكوين بتحديد زمن ووقت البداية والخلق: “في البدء خلق الله السماوات والأرض” ( تكوين 1:1). وفي نهاية الإنجيل المقدس، في سفر الرؤيا يذكر نهاية الأزمنه والمجىء الثاني للسيد المسيح له المجد: “نعم إني آتٍ على عجل” (رؤيا 20:22 ).
في الزمن العادي حياة الإنسان على هذه الأرض محصورة ببداية ونهاية مكتوبه له، وكذلك الأنسان يعيش حياته على هذه الأرض سنين محددة كما يعلمنا الكتاب المقدس “ثلاثون وستون ومائة ورغدها إنما هو تعب ووجع”. لذلك على كل منا أن يراجع نفسه في بداية كل سنة جديدة ويضع برنامجاً للسنة الجديدة وأهداف معينة يعمل على تطبيقها.
يذكر سفر التكوين قصة بداية الخليقة عندما يشير إلى أن الله خَلَق السماء والأرض، والليل والنهار. وما سوف يحدث في الزمن هو تحقيق قصده الأزلي الذي ينظم كل الخليقة من أجل خير الإنسان.
الزمن باعتباره من صنع الله، يعطي الإطار للتاريخ البشري، الزمن ليس مجرد تعاقب لحظات متتالية، بل ُيدخلِنا الله فيه في علاقة معه ويقدس ويبارك الزمن ويعطي معنى لكل لحظة من لحظات حياتنا.
إن الله جل جلاله متسامي عن الزمن وخارجه وهذا ما يطلق عليه الأزلية والأبدية. ومن المعروف أن الإنسان يعيش مدة من الزمن محددة له، لكن الله يحيا في الأزل لأنه غير محدود بزمن أو وقت معين. والكلمة العبرية “عولَم” المترجمة لكلمات عربية مثل دهر، أزل، عالم، تشير إلى مدة تفوق القياس البشري حيث يحيا الله “إلى الأبد”، “في دهر الدهور”.
وسفر المزامير المقدس يوضح لنا طبيعة هذه المدة التي لا خبرة لنا بها، يقابلها بنقضيها أي الطابع المؤقت للزمن العادي الكوني: “إن ألف سنة في عينيك يا رب كيوم أمس العابر وكهجعةٍ من الليل” (مزمور 4:90)، والزمن البشري:”أيامي كظل مائل… وانت يارب ثابت إلى الأبد” (مزمور 120-13:12). ويؤكد النبي داود كاتب المزامير وينذهل أمام هذه الأزلية ويقول: “من الأزل وإلى الأبد أنت الله” (مزمور 2:90).
لنا بقية غداااااااااااااااااااااااا بمشيئة الرب