ويوفق الكتاب المقدس بين فكرة التسامي الإلهي ويؤكد تدخل الله في التاريخ. ولكنه يتدخل في الزمن البشري العادي من خلال علامات ومعجزات لكي يقود الإنسان إلى الخير والحياة الأبدية.
ويتدخل الله في التاريخ لكي يقدس ويبارك الزمن العادي، وهذه الفترة تسمى الزمن المقدس. أن الزمن الكوني البشري العادي، الذي يقاس في التقويم ليس أمراً دنيوياً محضاً بل فيه أزمنة مقدسة كزمن الميلاد والفصح وغيرها. كما أن هناك تاريخ الخلاص أي علاقة الله بالإنسان، والأحداث التاريخية التي أدت وساعدت في خلاص البشر: “لما بلغ ملء الزمان أرسل الله أبنه” (غلاطية 4:4،5). أي أن الطفل يسوع المسيح له المجد ولد من مريم العذراء.
ونحن نعيش في حياتنا اليومية في الزمن العادي ولكن يصبح زمن مقدس عندما نتوكل على الله ونضع كل ما نعمله بيده، التي تبارك وتقود كل خطواتنا. والعمل العادي يتحول إلى صلاة وعبادة وتقدمه محبة بالله، ومن أجل مجده تعالى.
إن التاريخ المقدس يشمل كل مصير شعب الله الذي يمتد بين آجلين متلازمين وهما البداية والنهاية، فهناك نهاية للزمن، لذلك علينا أن نعمل بحياتنا ونعيش وندرك بأننا لسنا خالدون على هذه الأرض.
وفي العهد القديم يسمي آخر الزمن “يوم الرب” أو يوم الدينونة (أشعيا 12:2)، وهو بمثابة إنذار، ولا نعرف بالتحديد الوقت الذي ستكون به نهاية العالم، فهو من أسرار الله، ويسمى “آخر الأيام” (أشعيا 2:2). والفترة التي تأتي بعدها تسمى السعادة والحياة الأبدية حيث يكون “سماوات جديدة وأرض جديدة” (أشعيا 65:17).
وفي السنة الجديدة على كل منا أن يستغل اللحظات من أجل زرع الفرح والأمل من خلال عمل الخير وتحويل حياته وحياة الآخرين إلى الأفضل. بغير الإعتماد فقط على البشر بل الإتكال على الله الذي هو رب الزمان، الذي لا نهاية له ولا بداية.
وفي الختام نطلب من الله تعالى أن تكون السنة الجديدة للجميع زمن مقدس نعيشه مع الله والإنسان بحب وسلام وفرح.