آية (2): "الهي في النهار أدعو فلا تستجيب في الليل أدعو فلا هدوء لي."
والمسيح صلى ليلاً في البستان حتى تعبر عنه هذه الكأس. وصلي نهاراً وهو على الصليب. ولكن كانت إرادة الآب أن يشرب الكأس حتى النهاية. وهناك من فهم أن قول المرنم فِي اللَّيْلِ = إشارة للظلمة التي حدثت على العالم وقت الصليب.
وكل من في ضيقة يقول هذا، أنا أصرخ الليل والنهار والله لا يستجيب، لكنه يتمهل لحكمته التي لا نفهمها.
آية (3): " وأنت القدوس الجالس بين تسبيحات إسرائيل."
الله مسبح في قديسيه وملائكته، والله يفرح حين يسبحه القديسين بأفواه نقية بلا غش. وهذه تفهم أن الله لقداسته وعدم قبوله للخطية كان لا بد من الفداء ليخلص البشر.
الآيات (4، 5): "عليك اتكل آباؤنا. اتكلوا فنجّيتهم. إليك صرخوا فنجوا. عليك اتكلوا فلم يخزوا."
الأباء طلبوا الخلاص الأرضى فنجيتهم فأنت المخلص الآن وإلى الأبد.
هكذا ينبغي أن نصلي، فالمرنم هنا يذكر إستجابة الله للآباء، ويتكل عليه كمخلص له.
آية (6): "أما أنا فدودة لا إنسان. عار عند البشر ومحتقر الشعب."
قارن مع (أش14:41). فالدودة هي أحقر المخلوقات ويشعر أمامها الإنسان أنه قوي جدًا وقادر على سحقها. وفي الآيات (4، 5) نرى المرنم يقول في ثقة أن الآباء حين اتكلوا على الله خلصهم، أما هو فدودة حقيرة، وحالته ميئوس منها، وأن الله قد تركه. . وهنا فالمرنم يتكلم بلسان المسيح الذي صار مهانًا ومحتقر الشعب، بل صار في عيون أعدائه مرذولًا من الله كدودة مُداسَة بالأقدام. ونلاحظ أن الصليب كان موت العار. (تث22:21، 23 + أش1:53-3) والكلمة العبرية المقابلة لـ"دودة" تستخدم للحشرة الصغيرة التي يستخرج منها الصبغة القرمزية، وهذه تنتج عن موت الحشرة، وفي هذا إشارة لدم المسيح وموته، فدمه القرمزي اللون جعلني أنا أبيض اللون (أش18:1 + رؤ14:7). هذا الاتضاع الإلهي يخزي كل إنسان متكبر.