الآيات (19-21): "أما أنت يا رب فلا تبعد. يا قوتي أسرع إلى نصرتي. أنقذ من السيف نفسي. من يد الكلب وحيدتي. خلصني من فم الأسد ومن قرون بقر الوحش استجب لي."
نرى هنا الصورة التي رسمها معلمنا بولس الرسول في (عب7:5) فالمسيح يصرخ ليخلصه الآب. والآب يستجيب بأن يخلص كنيسته أي جسده. وكانت الاستجابة بقيامة المسيح من بين الأموات لتقوم كنيسته معه. لذلك قيل أَنْقِذْ.. مِنْ يَدِ الْكَلْبِ وَحِيدَتِي =
فوحيدته هي كنيسته الواحدة الوحيدة، ولكن كما إقتسم العساكر ثيابه إقتسم الهراطقة كنيسته وشقوها بينهم. ولاحظ هياج أعداء الكنيسة من حولها. فهو أسماهم هنا الأَسَدِ = الشيطان. الْكَلْبِ = الذي يريد أن يمزق ما يطوله منها. وهم أعداء أقوياء لهم قرون قوية= قُرُونِ بَقَرِ الْوَحْشِ. والمسيح يصرخ لتخلص كنيسته من الألام التي تجوز فيها= أَنْقِذْ مِنَ السَّيْفِ نَفْسِي = كما قيل للعذراء "وأنتِ يجوز سيف في نفسك" ونلاحظ أنه قيل عن الله "في كل ضيقهم تضايق" فالله يشعر بألامنا النفسية الناشئة عن ظلم أعدائنا لنا. ولقد تعرض المسيح للسيف بمعنى تعرضه للصلب والموت وبمعنى ألامه النفسية الرهيبة حينما حمل إثم جميعنا.
ويشير قوله أَنْقِذْ.. نَفْسِي.. وَحِيدَتِي إلى أن المسيح صرخ للآب "أن تعبر عنه هذه الكأس إن أمكن" وأن ينجي الآب نفسه من الموت. وأسمي نفسه وحيدة لأنها وحيدة في طبيعتها فهو ابن الآب بالطبيعة = هو وحيد الجنس، ويقال عن الكنيسة عروس المسيح "واحدة هي حمامتي كاملتي الوحيدة لأمها هي" (نش 6: 9).
وبالنسبة لداود يفهم هذا على أن وحيد القرن هو ابنه إبشالوم أو أي من أعدائه والكلب هو أخيتوفل، ووحيدته هي نفسه الطاهرة المسكينة المتواضعة.