"8" إن كنت في حوار. وأخطأ من تحاوره. فلا تكشفه. ولا تحرجه. ولا تتهكم عليه.
ولا تتعرض لأخطائه في قسوة. بل اظهر الرأي السليم في ايجابية ووقار. دون أن تحطم غيرك. خذ الخير الذي في كلام محدثك. واترك الباقي.. امتدح النقاط البيضاء السليمة التي في حديث من أخطأ. قبل أن تتعرض للرد علي أخطائه. وليكن ردك في جملته بموضوعية. دون أن تمس شخص المحاور أو عقليته. ثم اذكر رأيك إلي جواره. وليس فوق حطامه
"9" إن كنت تعرف ما سيقوله محدثك. فلا تخجله وتسكته.
سواء كان ذلك في قصة. أو فكاهة. أو في اقتباس ما.. بل استمع إلي كلامه في هدوء. كما لو كنت تسمعه لأول مرة! واظهر إعجابك بما يستحق الاعجاب فيما تسمعه.. ولا تسبقه بالكلام. أو تكمل له ما يريد أن يقوله. فيضطر أن يقطع حديثه. ويصمت في خجل.
"10" وفي المناقشة: إن وجدت الحق في الجانب الآخر. فلا تماحك.
إنما اعترف بالحق. بغير ملاججة. ولا تغالط. فإن المغالطة تفقدك احترام الناس. وتثيرهم ضدك. كما انك لا تكون فيها شخصاً روحياً. امتدح محدثك علي صواب رأيه. وقل له: إنك علي حق في هذه النقطة. بهذا تكسب تقديره لك.
أما إن كنت صاحب الرأي الصواب. وتنازل محدثك عن رأيه. فاتركه ينسحب دون إذلال. لا تحاول أن تريق ماء وجهه في انسحابه. أو أن تشعره بالهزيمة. وتُشهد الحاضرين علي انتصارك. وتجعل ذلك مجالا لافتخارك وانتفاخك. إنما كن كريما في حوارك..
وهناك أمور من الأفضل أن تناقش فيها غيرك علي انفراد فربما يعترف بخطئه أمامك علي انفراد. مما لا يستطيعه امام الناس.
"11" لا يكن هدفك من النقاش. أن تغلب الناس وتهزمهم.
بل الأفيد أن تربحهم وأن تقنعهم. لا أن تخسرهم بكسب المناقشة.. إن القديس ديديموس الضرير استطاع أن يهدي إلي الإيمان كثيراً من الفلاسفة الوثنيين. في حواره معهم بأسلوبه المهذب..
إن بعض الناس يظنون أن الانتصار يكون في تحطيم مناقشيهم أو في اضحاك الناس عليهم! ولكن الإنسان الناجح هو الذي يربح من يناقشه. وبهذا يربح المناقشة. ولا ييُخجل إلا المكابرين المتكبرين.
اخر جزء غدا بمشيئة الرب