آية (3): "صوت الرب على المياه. إله المجد أرعد. الرب فوق المياه الكثيرة."
هذا ما حدث يوم الخمسين وما صاحب حلول الروح القدس من صوت عاصفة. والمياه الكثيرة = إشارة للمعمودية فهكذا قيل في المكان الذي كان المعمدان يعمد فيه (يو3: 23). وصوت العاصفة إشارة لعمل الروح القدس في المعمودية (أع2: 2). الرب فوق المياه الكثيرة = ونرى في أول أيام الخليقة روح الرب يرف فوق المياه لتخرج حياة. وهنا خرج مؤمنين وخرجت الكنيسة. وكون أن كلمة صَوْتُ الرَّبِّ تكررت 7 مرات ففي هذا إشارة لعمل الروح القدس الكامل في الكنيسة وفي السبع أسرار. وفي (رؤ1:3) نسمع عن سبع أرواح الله. كذلك نسمع عن أن اسم الرب تكرر 18 مرة 18 = 3 × 6 و(3) هي إشارة للثالوث أو الأقنوم الثالث، و(6) إشارة للإنسان الذي صار هيكلاً للروح القدس. وفي معمودية المسيح حل عليه الروح القدس وسمع صوت الآب "هذا هو ابني الحبيب.. " لذلك صوت الرب على المياه يشير لعمل الروح القدس في المياه لتتغير طبيعتها ولا تعود مياها ساذجة عادية بل لها قوة أن تلد.
آية (4): "صوت الرب بالقوة. صوت الرب بالجلال."
صوت الرب ليس ضعيفًا، فكلمة بطرس في هذا اليوم آمن بسببها 3000 نفس. وفي العهد القديم حينما تكلم الله أرعد الجبل وخرجت نار فخاف الجميع، وحينما تكلم بولس ارتعب فيلكس الوالي، وحينما كلم المسيح السامرية تغيرت، وشاول آمن. وصوت الرب بالجلال = شعر موسى بجلال الرب وهو أمامه في العليقة، وكان المسيح بالرغم من اتضاعه في جلال عجيب فهو مولود في مذود ولكن ملائكة السماء تزفه في جلال. يهرب إلى مصر فتتحطم أصنامها، يتجلي أمام تلاميذه، يصلبونه فتظلم الشمس ويقوم من الأموات، ومن يقبل صوت الله يكون له جلال، فتلاميذ المسيح أحاطهم هذا الجلال وصنعوا المعجزات، وهكذا كل القديسين.