معاني كلمة " اعتراف "في الكتاب المقدس
إعتاد الناس أن يفهموا كلمة اعتراف على أنها سر الاعتراف، وذلك لشيوعها واستخدامها بكثرة في فم أولاد الكنيسة، ولكن هذه الكلمة ذكرت في الكتاب المقدس بثلاثة معاني مختلفة.
· الاعتراف... بالإيمان.
· الاعتراف... بفضل الله (الشكر والتمجيد).
· الاعتراف... بالخطية.
والاعتراف ككلمة يعنى ببساطة أن يكشف أو يعبِّر الإنسان عما في داخله من أفكار ومشاعر روحية..
أولاً.. الاعتراف بالإيمان.
يؤكد معلمنا بولس إن الإيمان الداخلي ضروري للمعمودية والخلاص " لأنَّ القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص " (رو 10:10)، والاعتراف العلني بهذا الإيمان أيضاً ضروري " لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت " (رو 10: 9)
وبهذا المعنى تكلم ربنا يسوع- له المجد- قائلاً " فكل من يعترف بى قدام الناس أعترف أنا أيضاً قدام أبى الذي في السماوات. ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضاً قدام أبي الذي في السماوات " (مت 10: 33)
وفى هذا أيضاً يوصى معلمنا بولس الرسول تلميذه قائلاً " جاهد جهاد الإيمان الحسن، وأمسك بالحياة الأبدية التي إليها دعيت أيضاً، واعترفت الاعتراف الحسن أمام شهود كثيرين (1تي 6: 12)،
ويرجع هذا الاعتراف بالإيمان إلى إعلان المسيح عن نفسه كاعتراف قائلاً " أوصيك إمام الله الذي يحيي الكل والمسيح يسوع الذي شهد لدى بيلاطس البنطي بالاعتراف الحسن " (1تي 6: 13).
وبنفس المعنى يهتف الكاهن في نهاية صلاة القداس بالاعتراف الأخير قائلاً.. " أؤمن أؤمن أؤمن وأعترف إلى النفس الأخير أن هذا هو الجسد المُحي الذي أخذه إبنك الوحيد " ويُعلن إيمانه كاملاً، ويهتف الشماس وراءه " آمين آمين أؤمن أؤمن أؤمن أن هذا هو بالحقيقة آمين "، كما يعترف الشعب كله صارخاً " آمين آمين آمين بموتك يارب نبشر وبقيامتك المقدسة وصعودك إلى السموات نعترف ".
وهذا الاعتراف بالإيمان لابد للموعوظين من الإجهار به قبل تقدُّمهم لسر المعمودية والميرون.. ومازال الأشبين يقوم بهذا الدور في حالة معمودية الأطفال.. فيرفع يده ويعترف أمام الكنيسة " أؤمن باله واحد الله الآب ضابط الكل.. وأبنه الوحيد يسوع المسيح ربنا.. والروح القدس المحيّ.. وقيامة الجسد والكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية " (من طقس المعمودية).
ونفس هذا الاعتراف هو الذي كان يحرص عليه أي شهيد أو معترف أن يجاهر به قبل تقدمه للعذاب والألم.. وربما لهذا السبب مازلنا إلى يومنا هذا نكرر " أعترِف إلى النفس الأخير.. ".
ثانياً.. الاعتراف بفضل الله.
تأتى كلمة اعتراف أحياناً بمعنى التقدير والإكرام والتمجيد والتسبيح والشكر لله على كل إحساناته..
+ وتأتي إلى الكاهن الذي يكون في تلك الأيام وتقول له: أعترف اليوم للرب إلهك أني قد دخلت الأرض التي حلف الرب لآبائنا أن يعطينا إياها " (تث 26: 3).
+ " اعترفوا للرب لأنه صالح لان إلى الأبد رحمته " (دا 3: 89).
وفى صلاة الساعة التاسعة..غدا بمشيئة الرب