الأرز المتشامخ رمزًا للكبرياء وتشامخ الفكر، مثل من يريد أن تكون له أفكاره الخاصة بالانفصال عن الله، أو شاعرًا ببره الذاتي. والأرز شجر معمِّر إشارة إلى أن خطية الكبرياء مزمنة. وصوت الرب أول شيء يعمله كسر هذا الكبرياء فتسقط معه باقي الخطايا ويبدأ الإنسان في الاستعداد لقبول مشيئة الله. الله لا يبدأ بأن يحارب الخطايا السهلة، بل يحارب الجبابرة ويخضعهم فهو ملك قوي.
آية (6): "ويمرحها مثل عجل لبنان وسريون مثل فريز البقر الوحشي."
يُمْرِحُهَا مِثْلَ عِجْل لُبْنَانَ = أشجار الأرز الضخمة تتطاير أمامه كما يجري عجل لبنان. وَسِرْيُونَ مِثْلَ فَرِيرِ الْبَقَرِ الْوَحْشِيِّ = سِرْيُونَ جبل في لبنان.. لا شيء يثبت أمام صوت الله مهما كانت قوته. أين كانت قوة موسى الأسود وكبريائه في مشهد إستشهاده النهائي. يُمْرِحُهَا مِثْلَ عِجْل= يجعلها تتقافز في مرح. فَرِيرِ الْبَقَرِ الْوَحْشِيِّ = جاءت في الإنجليزية "مثل صغير العجل الوحشي حينما يقفز" وفي السبعينية "ابن وحيد القرن المحبوب" والمعنى "العجل الصغير الوحشي" الذي يقفز في مرح أمام والديه، هكذا تتقافز أشجار الأرز الضخمة.
آية (7): "صوت الرب يقدح لهب نار."
هذه هي ألسنة النار التي حلَّت على التلاميذ فإلتهبوا حباً في الله، وغيرة على مجده، فتركوا كل شيء وجالوا مبشرين غير خائفين. وفي بعض الترجمات جاءت عوضاً عن يَقْدَحُ يقطع لهيب النار = هنا نرى الروح القدس يطفئ لهيب الشهوة.
آية (: "صوت الرب يزلزل البرية يزلزل الرب برية قادش."
البرية عادة تكون قاحلة، لا حياة فيها، وهكذا الإنسان بدون الروح القدس يكون بلا ثمار، قلبه كبرية قاحلة، وصوت الروح القدس يحوله لجنة مثمرة، حوَّل اليهود وغير المؤمنين إلى مسيحيين، فتحولت القلوب الحجرية لقلوب لحمية حية، إذ تغير الجحود والقساوة فيها إلى حب وتوبة واشتياق لله.