موضوع: كمالة مزمور 32 - تفسير سفر المزامير الخميس ديسمبر 03, 2015 4:34 pm
الآيات (1، 2): "طوبى للذي غفر اثمه وسترت خطيته. طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية ولا في روحه غش."
التطويب هنا للإنسان الذي ينال غفران خطاياه (دم المسيح + توبة + اعتراف) استخدمت هنا عدة ألفاظ.
الإثم= تعنى تجاوز حد معين أو فعل أمر ممنوع وتشير للتمرد ضد رئيس شرعي أو ضد الضمير. عموما الكلمة تشير لأى خطأ موجه لله أو لإنسان.
الخَطِيَّة = لغوياً تعنى الخطأ في إصابة الهدف، فإذا كان هدف أي إنسان هو أن يحيا سعيدا، وفي النهاية تكون له حياة أبدية في المجد، فيكون الخطأ الذي يتسبب في ضياع الهدف هو ترك وصايا الله أو الابتعاد عن سبل الله. وتحديدا يكون الخطأ هو أن أبحث عن ماذا أريد أنا وليس ماذا يريد الله . وهذا معنى قول بولس الرسول "الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رو3: 23).
المعصية= الانحراف عن مسار محدد، أو اعوجاج يحدث لشجرة بسبب ريح عاصف. هي كلمة تشير لحدوث شيء ضد النمو الطبيعي.
الغِشٌّ = تدل الكلمة على الزيف والخداع والمكر. والخطية تُسمَّى غش لأنها مخادعة وكاذبة. فالشيطان يخادع ويظهر للإنسان لذة الخطية ويخفى الألام الناشئة.
المغفرة= الكلمة الأصلية تعني رفع، مثلما يُرْفَعْ حمل ثقيل عن كاهل إنسان ينوء تحته.
الستر = الستر لا يعني أن الله يتجاهل الخطية، بل دم المسيح كَفَّرَ عنا أي غطانا (في اللغة العربية فلاح = كافر فهو يغطى البذور داخل التربة وكان هذا قبل الإسلام الذي حدَّد معنى آخر للكفر) ونحن بصليبه لبسنا بر المسيح، صار بره عوض خزي خطايانا (كما كان غطاء التابوت يغطي بدم ذبيحة الكفارة.) وكما قلنا في مزمور (1) أنه لم يوجد رجل كامل سوى المسيح وحده، ولكن إذ يسدد المسيح ثمن خطايانا نحسب نحن كاملين فيه (كو1: 28). لذلك لم يقل المرنم طوبى لرجل بلا خطية = فهذا لا يوجد، بل قال طُوبَى لِرَجُل لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً. "فالله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه وغير حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المصالحة" (2كو14:5-19). . والخاطئ الذي يتمتع بغفران خطاياه والستر عليها يُحسب كبريء لا يحمل في قلبه ولا فكره ولا فمه غش= وَلاَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ. وفي (رو6:4- نرى بولس الرسول يستخدم الآيتين لشرح عمل النعمة، فالنعمة وعمل الله الداخلي هي التي تصلح انحراف الإنسان الداخلي وليس أعمال الناموس. ونحن نحصل على كل هذه النعم بواسطة المعمودية التي بها نستر عرينا. ثم إن فقدنا هذه النعمة بخطايانا نستعيد ما فقدناه بالتوبة والاعتراف.