doona نائبة المدير العام
عدد المساهمات : 2816 تاريخ التسجيل : 11/05/2010 العمر : 34 الموقع : https://moses-alasod.yoo7.com
| موضوع: الشكر كل حين من كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث الإثنين نوفمبر 15, 2010 2:10 am | |
| الشكر كل حين بل أن الكنيسة تبدأ بصلاة الشكر حتى عندما تصلى فى جناز على شخص أنتقل من هذه الحياة ، أيضا تبدأ بالشكر . يقول الرسول : ( وكل ما عملتم بقول أو بفعل ، فاعملوا الكل باسم الرب شاكرين الله ) ( كو 3 : 17 ) أى فى كل عمل شاكرين الله . وفى صلاة الشكر نقول : نشكرك على كل حال ، ومن أجل كل حال ، وفى كل حال . اٍذن ليس هو فقط كل حين ، واٍنما أيضا على كل شئ . ذلك لأن الله يعمل معنا الخير باستمرار وقد قال الرسول ( كل الأشياء تعمل معا للخير ، للذين يحبون الله ) ( رو 8 : 28 ) سواء فى ذلك الخير الواضح ، أو الأمور التى تبدو وكأنها ليست الخير ولكنها خير ونحن لا ندرى ! لذلك وصف الله بأنه ( صانع الخيرات ) اٍنه لا يصنع اٍلا خيرا ، ولذلك فالاٍنسان المؤمن بصفة الله هذه ، يقبل كل ما يأتى من عند الله بفرح ، ويقول فى اٍيمان ( كله للخير ) ويشكر الله وتظهر له الأيام فيما بعد ، أن هذا الأمر الذى يشك البعض فى خيريته ، كان للخير فعلا .... ولكن قد يسأل البعض ويقول : نحن نؤمن بلا شك أن كل ما يأتى من عند الله هو خيرا ؟! نقول له : اٍن تصرفات الناس حيالنا : اٍن كانت خيرا ، ستصل اٍلينا خيرا . ولكن .... اٍن لم تكن خيرا ، يحولها الله اٍلى خير ، وتصل اٍلينا خيرا فى النهاية ... أخوة يوسف الصديق باعوه كعبد . وكان تصرفهم شرا فى ذاته ، وخيانة ، وعدم محبة ، وقسوة ، وحسدا . ولكن الله حول ذلك الشر اٍلى خير ، فصار يوسف ( أبا لفرعون وسيدا لكل بيته ) والثانى فى المملكة .... وكان بقاؤه فى مصر ( لاٍستبقاء حياة ) وهو نفسه قال لأخوته ( أنتم قصدتم لى شرا ، أما الله فقصد به خيرا ليحيى شعبا كثيرا ) ( تك 50 : 20 ) . أولاد الله دائما فرحون ، يشكرون على كل شئ . وحينما يشكرونه ، لا يفعلون ذلك كمجرد طاعة لوصية ( اشكروا ) كأمر مفروض عليهم !! كلا ، فليس هذا هو الشكر الحقيقى . وليس الشكر هو مجرد ألفاظ تقال بدون أقتناع ، كاٍداء لواجب .... بل يشكرون الله من كل القلب ، وبكل الثقة . فهم واثقون تماما وبكل تأكيد ، أن الله لا يسمح بأن يحدث لهم سوى الخير . وأنه كضابط للكل يرقب كل الأمور الحادثة لهم ، ويأخذ منها موقفا لصالحهم . لذلك هم يشكرونه على كل ما يحدث – أيا كان – واثقين أنه لخيرهم . ولهذا ترتبط حياة الشكر بحياة الاٍيمان ، كما سنرى عند حديثنا عن الفضائل المتعلقة بالشكر . والاٍنسان قد يشكر الله بالكلام ، وقد يقدم له ذبائح الشكر ، وذبائح سلامة ( لا 3 ) أو يقدم له نذورا .... وكما قال داود النبى ( كأس الخلاص أخذ ، وباسم الرب أدعو . أوفى نذورى قدام كل شعبه ( مز116 )
درجات من الشكر : والشكر فى حياة أبناء الله على درجات : أقلها هو الشكر على المعجزات والمواهب الفائقة والنعم العظيمة ، وعلى الخيرات الوافرة والواضحة ، التى لا يشك أحد فى خيريتها وفى عظم نفعها . وربما فى غير ذلك قد لا يشكر البعض ! وقد تمر عليهم النعم ( البسيطة ) مرورا عابرا . وخيرات أخرى قد يرونها طبيعية وعادية ولا تحتاج اٍلى شكر ! وهناك شكر أعلى قيمة ، وهو الشكر على القليل : قد يكون مستوى عاديا فى حياة الشكر ، أن يشكر اٍنسان على شفاء مريض من داء خطير كالسرطان مثلا . ولكن اٍن شكر على الشفاء من دور زكام أو برد ، فاٍنه يدل على أنه متعود فى حياته على الشكر ، سواء على الكثير أو القليل . اٍننا اٍن شكرنا على القليل ، يقيمنا الله على الكثير . ولعله من فوائد الشكر ، استمرار النعم وزيادتها . وفى هذا قال أحد الآباء : ( ليست موهبة بلا زيادة ، اٍلا التى بلا شكر ) هناك أيضا شكر على الخفيات ، على ما لا يرى .. شكر من أجل الحروب والمتاعب ، التى كان ممكنا أن تصل اٍلينا ، ولم تصل . وذلك بسبب حفظ الله وعنايته . وشكر على عمل الله فى رعايتنا والعناية بنا ، واٍن كنا لا نرى ذلك ، ولكننا نؤمن به تماما . لا شك أن الشيطان يبذل قصارى جهده من أجل ضررنا وأسقاطنا . فاٍن كنا الآن بخير ، فذلك لأن الله قد منع الضرر عنا ، الضرر الذى لا نعرفه ... ونحن نشكر الله على هذا الحفظ . طبيعى أننا نشكر الله على الضيقات التى أنقذنا منها . ولكن هناك ضيقات أوقفها فى الطريق قبل أن تصل اٍلينا . اٍننا لا نعرفها ، ولكن نشكر الله على حفظه لنا منها .... شكرنا على أنقاذه لنا من الضيقة ، هذا أمر نراه . أما الشكر على حفظنا من الضيقة ، فهو شكر على ما لا نراه . صدقونى ، لو كشف الله لنا المصائب التى كنا معرضين لها ، وحمانا الله منها ، وابعدها عنا لو كشف لنا ذلك ، ما كانت حياتنا كلها تكفى للشكر . اٍننا نشكر على الأمور الخفية ، التى هى فى علم الله ، والتى قد يسمح الله فنعرفها بعد حين ، فى وقتها ، أو قد لا نعرفها على الاٍطلاق ..... فى كل ذلك يكون الشكر ممزوجا بالحب . درجة أخرى وهى الشكر كل حين على كل شئ . وفيها حياة الاٍنسان تكون كلها شكرا ، على كل حال يعيش فيه . وقد شرحنا هذا الأمر . والشكر الدائم لا يحتاج اٍلى سبب واضح محدد ، وما أكثر الأسباب .... ولكن يكفى أننا فى رعاية الله ، وأننا أبناء له ، أيا كانت حالتنا . ويرتبط هذا الشعور بحياة التسليم . ولا يتوقف شكرنا مطلقا على نوعية الحال الذى نحن فيه ....
| |
|