موضوع: كمالة مزمور 44 - تفسير سفر المزامير الأحد يناير 24, 2016 11:40 pm
الآيات (4-: " أنت هو ملكي يا الله. فأمر بخلاص يعقوب. بك ننطح مضايقينا. باسمك ندوس القائمين علينا. لأني على قوسي لا اتكل وسيفي لا يخلصني. لأنك أنت خلصتنا من مضايقينا وأخزيت مبغضينا. بالله نفتخر اليوم كله واسمك نحمد إلى الدهر. سلاه."
هذه صلاة ليخلص الله شعبه الآن كما خلَّص سابقًا "فيسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد" (عب8:13). أنت هو ملكي يا الله. فأمر بخلاص يعقوب = ما أجمل أن يستغل المؤمن دالته لدى الله، ويصلي طالبًا الخلاص لكل الكنيسة. بك ننطح مضايقينا = أي خطايانا وشهواتنا وإبليس نفسه. فأنت قوتنا = وعلى قوسي (قوتي) لا أتكل.
الآيات (9-16): " لكنك قد رفضتنا وأخجلتنا ولا تخرج مع جنودنا. ترجعنا إلى الوراء عن العدو ومبغضونا نهبوا لأنفسهم. جعلتنا كالضأن أكلًا. ذريتنا بين الأمم. بعت شعبك بغير مال وما ربحت بثمنهم. تجعلنا عارًا عند جيراننا. هزأة وسخرة للذين حولنا. تجعلنا مثلًا بين الشعوب. لانغاض الرأس بين الأمم. اليوم كله خجلي أمامي وخزي وجهي قد غطاني. من صوت المعيّر والشاتم. من وجه عدو ومنتقم."
هنا وصف للحالة المؤلمة الحالية، فالله حين رفض شعبه بسبب خطاياهم صاروا عارًا وهزءًا بين أعدائهم. وهذا تعبير عن حال الشعب في السبي، وحال بنى آدم حين استعبدهم إبليس وحال كل خاطئ يتخلى الله عنه. ولنلاحظ أن ما حلَّ بالشعب أو ببني آدم ليس بسبب قوة العدو بل بسبب تخلي الله عنهم لخطاياهم، والله سمح بهذا للتأديب. فمثلًا من ظن نفسه قوى حين يرى نفسه مثل شاة تساق للذبح يعرف ضعفه ويتضع فيخلص. . ونجد المرنم هنا يعاتب الله= بعت شعبك بلا ثمن. وما ربحت بثمنهم= حين سلمهم الله للعار وسط أعدائهم الذين يهينونهم ويهينون اسم الله. هو عتاب ودي ليرفع الله الضيقة عن شعبه، وهو تعليم للشعب فالله لا يطلب نفعًا لنفسه من وراء ضيقتهم فهو لم يبعهم منتظرًا ربحًا. بل سلمهم وباعهم ليؤدبهم فيخلصوا. بل صار تأديبنا صورة لآلام المسيح فالآيات (14-16) تتكلم عن آلام المسيح فنحن نشترك معه في صليبه لنشترك معه في قيامته. (وهذه السخرية هي سخرية الأدوميين ضد شعب الله وحدثت عند سبي بابل).