موضوع: وايضا كمالة تفسير يهوذا 1 - تفسير رسالة يهوذا الخميس أبريل 07, 2016 4:04 pm
آية 4:- لانه دخل خلسة اناس قد كتبوا منذ القديم لهذه الدينونة فجار يحولون نعمة الهنا إلى الدعارة و ينكرون السيد الوحيد الله وربنا يسوع المسيح.
دخل خلسة = هم مختلسون يُظهِرون غير ما يبطنون، ويحرفون الكتب كتبوا منذ القديم = كما سيأتي في آية 14 أن أخنوخ سبق وتنبأ عن دينونة هؤلاء. فأخنوخ تنبأ على كل المرتدين في كل زمن وفي كل مكان بالدينونة والهلاك. هم دخلوا لدائرة الدينونة بأعمالهم. والبدعة التي يتحدث عنها الرسول لها شقين:-
1. شق إيماني = ينكرون السيد الوحيد وربنا يسوع = أي إنكار الله أو إنكار أن المسيح هو ابن الله، وهذه تشمل أي هرطقة خاصة بلاهوت المسيح.
2. شق سلوكي = فجار يحولون نعمة إلهنا إلى الدعارة = هؤلاء استغلوا حرية الإنجيل إلى حرية الجسد بزعم أن دم المسيح يطهر من كل خطية، وهذه البدعة واجهت بولس الرسول أيضًا (رو5:3- + (رو2،1:6) + (غل13:5).
فجار = خالون من مخافة الله. يحولون نعمة إلهنا = يستغلون نعمة إلهنا ودمه الذي يطهر من كل خطية كفرصة لتحقيق نزواتهم. هؤلاء ظنوا أن مجرد الإيمان بغير جهاد يكفيهم كما يقول البعض الآن. وهنا نرى إرتباط العقيدة بالسلوك وبالحياة الروحية، فكما يعتقد الإنسان هكذا يسلك أيضا، ولاحظ أن من لا يخاف الله ينكره. وسريعًا ما يسقط في أبشع الخطايا كمن يتدحرج إلى أسفل تل ويصل في النهاية إلى الدعارة. والعكس صحيح، فمن يسلك في الدعارة والشهوة تظلم عيناه وقلبه وسريعا ما ينكر الله.
هناك من يظن وحتى الآن أن النعمة هي دم المسيح الغافر لكل خطية مهما كانت. ومنهم هؤلاء الذين يتكلم عنهم يهوذا في هذه الرسالة. ولكن هذا معناه ببساطة أن المسيح القدوس قد أعطانا تصريحا بأن نعمل أي خطية ودمه سيغفر.
ولكن لنسأل أنفسنا صراحة ولنكن صادقين مع أنفسنا... إلى ماذا يقود هذا التعليم الذي ينادى به البعض، أنه طالما آمن الإنسان بالمسيح تغفر له أي خطية. إذاً ما الذي يمنعنى من إرتكاب أي خطية، ألا يؤدى هذا التعليم للفجور .
ولكننا نفهم أن النعمة هي قوة عمل الروح القدس فينا حتى نصبح خليقة جديدة تعمل البر، ويبكتنا الروح إن لم نعمل البر ويعطينا معونة لنعمل البر (راجع 2كو5: 17 + يو 8: 16 + رو 8: 26). وبهذا تصبح أعضاءنا ألات بر (رو6). ولاحظ قول السيد المسيح لليهود "كم مرة أردت... ولم تريدوا" (مت23: 37).
وحينما هاجمت الكنيسة هؤلاء وأظهرت خطأ تعاليمهم (ويهوذا هنا أطلق على أباء الكنيسة ذوى الأمجاد) أهان هؤلاء أباء الكنيسة على أنهم لايفهمون عمل النعمة الغافرة، وطبعا هذا حتى يتاح لهم عمل ما يريدون ويشتهون. وللأسف فهذا يقال ويُعَلِّم به آخرون حتى الآن. والجهاد المطلوب هو أن نغصب أنفسنا ولا نعمل الخطية، حينئذ نجد النعمة تعين (رو8: 13، 26).
ينكرون السيد الوحيد الله وربنا يسوع المسيح = الله هو السيد الوحيد الذي له حق التشريع سواء في العهد القديم أو العهد الجديد، وحينما يعطون تصريحا بالخطية فهم ينكرون أن المسيح هو الله إله العهد القديم والجديد أيضاً. فالله أكد على منع الخطية في التوراة (العهد القديم). فإن كان المسيح يسمح بالخطية في العهد الجديد، فكأن المسيح أتى لينسخ الشريعة، والمسيح أوضح أنه ما أتى لينقض بل ليكمل، فالله لا يناقض نفسه. أو لا يكون المسيح هو الله نفسه ، فهم بتعاليمهم هذه ينكرون ألوهية المسيح = ينكرون السيد الوحيد.
ولاحظ أن الرسول يقول السيد الوحيد الله وربنا يسوع المسيح وهذه تعنى أن الله هو السيد الوحيد وهو أيضا ربنا يسوع المسيح. أو يكون المعنى أن يسوع المسيح هو الله وهو السيد الوحيد وهو ربنا فهو الذي له حق التشريع. فإله العهد القديم هو هو نفسه إله العهد الجديد... هو هو نفسه ربنا يسوع المسيح ، والله لا يناقض نفسه. لذلك قال المسيح ما لا يستطيع أن يقوله مخلوق "قد سمعتم أنه قيل للقدماء... أما أنا فأقول لكم" (مت5: 21). فما قيل للقدماء قاله يهوه في العهد القديم، فمن يستطيع أن يزيد عليه إلا يهوه نفسه في العهد الجديد الذي هو هو نفسه يسوع المسيح.
ينكرون ربنا يسوع المسيح = تعنى أنهم ينكرون عمل الفداء الذي عمله المسيح لنا. ففداء المسيح والمعمودية أعطيانا أن نموت مع المسيح ونقوم ليحيا المسيح فينا وتكون لنا حياته فتصبح أعضاءنا ألات بر (رو6). ومعنى تصريح هؤلاء بالخطية فكأنه إنكار لعمل المسيح. وعمل المسيح ببساطة هو حقا غفران للخطية ، ولكنه هو أيضا موت للخليقة القديمة وقيام خليقة جديدة تعمل البر "لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه" (2كو5: 21)، وهذا معنى أن المسيح أتى ليكمل. فلقد أعطى بفدائه سكنى الروح القدس فينا ليكملنا حتى يتصور المسيح فينا (غل4: 19). ولكى يثبت لهؤلاء فساد تعاليمهم لجأ لذكر عقاب الله لعينات كثيرة من الخطاة في العهد القديم، فالله هو هو لا يتغير. وبولس الرسول عمل نفس الشئ (1كو1 – 12).