5 الشك في بعض الفضائل:
سواء في لزومها أو في امكانياتها. كأن يشك انسان في فضيلة التضحية أو إنكار الذات. أو فضيلة التواضع.. أو يشك شخصا في فضيلة الاحتمال. ويقول إنها تتنافي مع قوة الشخصية. أو في فضيلة التسامح إدعاء بأنها تشجع علي تكرار الخطأ. سواء من الشخص نفسه أو من غيره..! أو كأن يتشكك انسان قائلاً: ما لزوم الصلاة؟ وهل الفضيلة الجسدية لها قيمة؟ وما معني أن الحرمان فضيلة؟ وهل الدين هو سلسلة من أنواع الحرمان والضغوط؟ وما لزوم الصلاة مادام الله يهتم بنا. حتي دون أن نصلي وأن نطلب؟
وقد يأتي الشك من جهة المبادئ والقيم:
الشك في ما هو الحلال؟ وما هو الحرام؟ وما هوالجائز والممنوع؟ الشك في أشياء جديدة علي المجتمع. مثل تنظيم النسل أو أطفال الأنابيب.. أو قتل الرحمة!! والشك في بعض المخترعات الإعلامية مثل التليفزيون والراديو والسينما.. وهل هي حرام أم حلال؟ والشك في أرباح البنوك. وفي مضاربات البورصة. وفي الأغاني والموسيقي وفي أنواع الحفلات والسهرات. وإلي أي مدي تجوز؟ والواقع أن كثيرا من هذه الموضوعات - حسب نوعية استخدامها - يُحكم عليها بالحلال أو بالحرام.. فالسينما حسب نوعية ما يعرض فيها من أفلام. يكون فيها الخير أو الشر. وكذلك التليفزيون.. وبنفس المقياس. نحكم علي الموسيقي وعلي الأغاني وعلي كثير من الترفيهات. ومع ذلك فإن عقول بعض الناس قد تتشكك. حسب نوعية تربيتهم.
6 الشك في ما هو النافع؟ وما هو الضار؟
انسان قد يكون في مفترق الطرق. ولا يعرف ما هو النافع له: هل يلتحق بهذه الكلية أم تلك؟ وبعد التخرج هل يناسبه العمل الوظيفي أم العمل الحر؟ وهل يتزوج هذه الفتاة أم تلك؟ أم يؤجل سن الزواج حتي يكون مستقبله. ويستقر اقتصادياً.. وتظل الأفكار والشكوك تلعب بذهنه وتسبب له الحيرة.. وبنفس الوضع في تعامله مع بعض الناس: هل يصلح أسلوب الحزم أم أسلوب الرقة واللطف؟ ومتي يتكلم ومتي يصمت؟ وإن تكلم فبأي اسلوب؟ وإن صمت. فهل يكون صمته حكمة أم ضعفاً؟.. ما الذي ينفعه في كل ذلك أو ما يضره؟! هنا الشك والحيرة..
7 الشك في النفس:
أحيانا يشك الانسان في نفسه. فلا تكون له الثقة في نفسه. ولا في قدراته وإمكانياته..! كالطالب الذي يشك في قدرته علي النجاح أو قدرته علي التفوق! أو يشك في كفاية الوقت الباقي له علي الإمتحان! أو شخص يشك في تصرفاته هل هي سليمة أم خاطئة؟ أو فتاة تشك في هل هي محبوبة من الناس أو غير محبوبة؟.. أو عضو في مجتمع يشك هل هو موضع الرضا؟.. أو مرشح في انتخاب معين : يشك هل سينجح أم سيفشل؟ إن الطفل قد يشك في ما يفعله: هل هو مقبول أو غير مقبول؟ ولهذا فإننا نعطيه الثقة في نفسه بالمديح والتشجيع. ذلك لأن التربية القاسية وكثرة التوبيخ علي الأخطاء. قد تولد عقدة الشك في نفسه..
حتي الكبار يحتاجون أيضا إلي التشجيع وإلي كلمة تقدير. وإلي رفع روحهم المعنوية. وبخاصة إن كانوا في حالة مرض أو ضيق. أو في مشكلة أو أزمة.. حتي لا يدركهم اليأس. وحتي لا يقول الواحد منهم: لا فائدة. قد ضللت..! وهكذا يشك في مصيره..
8 الشك أثناء المراحل المصيرية:
بعض الناس: تكون المراحل المصيرية أمامهم محاطة بالشكوك. وطريقهم غير واضح لهم. يقفون أمامه في حيرة وتساؤل. عاجزين عن البت وإتخاذ أي قرار.. وقد يلجأ بعضهم إلي الاستشارة. ويستمر معه الشك. أو يلجأ إلي القرعة. ويستمر أيضا في الشك.. الأمر يحتاج الي الثبات في الهدف وفي الوسيلة. وفي المبادئ والقيم. ويحتاج أيضا إلي معرفة بالنفس. وإلي صراحة في مواجهتها. وتحديد اتجاهاتها وامكانياتها.
أما الشك في القدرة. فيحتاج إلي العزيمة والتشجيع. والي الصلاة حتي يمنح الرب قوة. ويحتاج احياناً إلي روح المخاطرة..