موضوع: شرح قطمارس يوم الاثنين من الأسبوع السادس من الصوم الكبير (تفسير القس أنطونيوس فكرى) الإثنين مارس 27, 2017 6:46 pm
** النبوات:
أمثال سليمان:
نسمع هنا عن أهمية الحكمة. والحكمة هي في رفض إغراءات الشيطان حتى لو كانت إغراءاته ذهباً وفضة. فالتوبة أهم فهي طريق الحياة الأبدية أما الخطية فهي طريق الهلاك.
إشعياء:
الرب هو المخلص وهو الفادي. جعل في البحر طريقاً (مع موسى في البحر الأحمر رمزاً للمعمودية) وفي المياه القوية مسلكاً = أي المعمودية. وأولى البأس فيضطجعون = هم الشياطين هم الآن تحت الأقدام ومصيرهم الهلاك الأبدي.
أنا أنا هو الماحي معاصيك وأثامك لا أذكرها = إنجيل القداس عن التوبة وإنجيل الأحد عن المعمودية. والتوبة معمودية ثانية. وبالتوبة والمعمودية غفران الخطايا.
أيوب:
نلاحظ أن الروح القدس يعطي حكمة = لكن في البشر روحاً ونسمة القدير تعلمني. ليس الكثيرو الأيام حكماء = الحكمة ليست بالسن ولكن بالروح القدس، ومن حصل على هذه الحكمة من الروح القدس يتوب.
** باكر:
المزمور:
أمامك هي كل شهوتي. وتنهدي عنك لم يخف = لو كانت شهوة المرنم هي السماء فهذا يُفَرِّح قلب الله، لكن لو كان المرنم يصرخ إلى الله أن يخلصه من شهوات العالم، فالشهوة هنا هي خطية يتنهد عليها. ويقول لله أنت ترى تنهدي فأعني حتى أتخلص من شهوات العالم فيكون لي حياة أبدية.
الإنجيل:
مثل الكرامين الأردياء. وفيه نراهم يقتلون رسل صاحب الكرم ثم قتلوا إبنه (المسيح). وهذا ما يحدث عبر الزمن، فإبليس يحرك أتباعه. ونهاية كل هؤلاء الهلاك الأبدي. لكن الأبرياء الذين إستشهدوا فهم في السماء. إذاً ليس الموت الجسدي هو المهم بل الموت الروحي إذا إنجذب إنسان للخطية. مثل هذا عليه أن يقدم توبة حتى لا يهلك أبدياً.
** القراءات:
البولس:
حقاً بالمعمودية نصير أولاداً لله. لكن المعمودية ليست نهاية الطريق، بل علينا أن نسلك في قداسة العمر كله = هذه هي إرادة الله قداستكم بجانب المحبة الأخوية. ولا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم. ونرى رجاء القديسين أن يُخطفوا إلى المجد لنلاقي الرب في الهواء. هذا ما يدفعنا أن نسلك في قداسة.
بولس يعلم سنة وستة أشهر دون أن يقاومه أحد. وهذا حسب وعد الله. ففي هذا المكان أناس وجد الله أنهم مستعدين للإيمان فيترك لهم بولس سنة وستة أشهر. ولاحظ أن المقاومة لكلمة الله هي من عمل إبليس (بيلاطس في إنجيل القداس رمز له). لكن حين يريد الله أن يوقفه فهو يوقفه.
** القداس:
المزمور:
دِن يا رب الذين يظلمونني = أي الشياطين الذين يخدعونني بالخطايا. وقاتل الذين يقاتلونني = الشياطين. خذ سلاحاً وترسا وإنهض إلى معونتي = السلام كان بالصليب. والله أعطى لنا سلاح نحارب به إبليس (راجع أف6).
الإنجيل:
بيلاطس هنا يقتل الجليليين وخلط دماءهم بذبائحهم. وبرج يسقط على 18 إنساناً فقتلهم. فالموضوع هنا، أناس أبرياء دون ذنب وماتوا، ربما هم لهم أخطاءهم، لكن الكتاب لم يذكر لهم أخطاء. والسيد المسيح يُعَلِّم هنا أن لا نفكر في.. لماذا ماتوا، بل علينا أن نقدم توبة. فليس مهماً أن نموت، وليس له أهمية أن نفكر لماذا وكيف، ولكن المهم أن نقدم توبة حتى إذا جاء الموت لا نهلك = إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. ويوم الأحد القادم هو يوم المعمودية (أحد التناصير) والتوبة هي معمودية ثانية. وللكبار سناً لا معمودية إن لم يسبقها توبة أولاً. ولا إستنارة بلا توبة. وإبليس الذي كان قتّالاً للناس منذ البدء (يو44: يرمز له بيلاطس قاتل الجليليين. وليس ببعيد أن إبليس أيضاً دبر حادثة البرج. ولكن إذا سمح الله بالموت فهذا لينقل أولاده للسماء. ولكن إبليس أيضاً يُعلِّم الناس الخطايا فيهلكوا أبدياً. وهذا هو ما يحتاج توبة ورفض لإغراءات إبليس.
ملخّص قراءات هذا اليوم: الشيطان القاتل تسبب بخداعه وغوايته أن جعل الإنسان يموت إذ أخطأ. وجاء المسيح الفادي المخلص ليؤسس سر المعمودية وسر التوبة لغفران الخطية فلا نموت. وعلينا أن نسلك بقداسة وحكمة أي لا نسير وراء شهواتنا والله قادر أن يخضع إبليس. وأعطانا الروح القدس يعطينا حكمة بها لا ننخدع وراء إبليس لكن من يعود لينجذب وراء الخطية رافضاً التوبة يهلك.
شرح قطمارس يوم الاثنين من الأسبوع السادس من الصوم الكبير (تفسير القس أنطونيوس فكرى)