رهبنها:
كانت فوزية مشتاقة جدا للرهبنة، ولكن أهلها عارضوا تلك الفكرة وتعللوا ايضا بصغر سنها،
وفى مرة كانت فوزية تصلى بحرارة ظهر لها القديس أبى سيفين، ولكنها لم تكن تعرفه ولم تسمع عنه، فقال لها "انا شهيد الرب أبى سيفين" ثم قال لها: انا عاوزك تخدمى فى ديرى بمصر..ثم اختفى.. وحدث ذلك كارؤيا لمرة آخرى، ثم فى المرة الثالثة، ظهر وقال لها: انا هاخدك وفرجك على ديرى فى مصر، ثم ركبت فوزية معه الحصان وفى ثوانى وجدت نفسها فى قلب الدير بمصر القديمة.. وعد ان رأت الدير كله ومستشفى هرمل والسكة الحديد، أرجعها بسرعة للبيت ثانياً.
تشاء ارادة الله ان تأتى الام ماريا (من دير أبى سيفين) فى زيارة لبلدة قرب جرجا، وعلمت فوزية بذلك فقابلتها وأعلمتها برغبتها الملحة على الرهبنة.. فوعدتها الام ماريا ان تبلغ ذلك للأم كيريا واصف رئيسة الدير آنذاك. وبعد مراسلة الرئيسة لفوزية عدة مرات، علم الأب بذلك، وعلم ان ابنته فوزية قد رتبت مع الام الرئيسة على الهرب، ولكن أجتمعت الاسرة وقرروا أن يصوموا 15 يوما وسيرشدهم الرب الطريق السليم فى آخر الصوم.. فظهرت العذراء لوالدة فوزية، وقالت لها ماتنسيش، انا قولتلك: دي بتاعتنا.. فقصت الأم ذلك الظهور على الأب، ولكنه عرض علي فوزية ان يبنى لها حجرة صغيرة فوق السطح لتعيش فيها كأنها فى دير، ولكنها رفضت.
وأخيرا ظهر للوالدين القديس يوحنا صاحب الأنجيل الذهبى وأقنعهما بالأمر، فوافقا. وكانا يأملان ان تتعب فوزية من ذلك الطريق وألا تستطيع السير فى نهج الرهبنة، فترجع ثانيا لهما.. وكان سنها وقتئذ 18 عاما.
كان دير أبى سيفين فقير جدا ، وكان فكر رجعى يسود الشعب وقتئذ وهو ان رهبنة البنات هى لذوى العاهات أو العمى فقط .. فكان ذلك شبه عار !!
سلكت فى مدة الاختبار بالدير سلوك الكمال، فقد صارت السماء عالمها المحبوب الذى تعيشه وهى لاتزال على الأرض!! لم تكن لفوزية قلاية داخل الدير، فمكثت فى الأرض أول ثلاثة أيام –وتلازم ذلك البصخة المقدسة- فصامت دون طعام أو شراب حتى نهكت قوتها تماما، فأصتضافتها الأم "تواكليا" ,اعتنت بها حتى شفيت بعض الشئ، ثم بعد ذلك أعطوها قلاية بالدور الثانى ولكنها كانت مهجورة وغير صالحة للمعيشة وحتى ليس بها شمعة أو لمبة جاز! وفى الساعات الأولى من الليل، ظهر لها شخص قبيح أسود وطويل جدا، عيناه حمراء وله قرنين، وقال لها: وكمان جيتى وبقى ليكى قلاية.. انا وراكى والزمن طويل!! وكان فى يده سكين، فضرب بها بعنف فى الأرض.. ومن هول المنظر اتنطرت فوزية من فوق الكنبة وصرخت: أنجدينى يا قوة الله، احفظينى يا قوة الله!! .. ووقعت على الأرض وأصبحت مثل قطعة الثلج، وبها رعب فظيع، فسمعتها الام تواكليا وقرعت باباها، فلم تستطع فوزية ان تفتح، ففتحت الباب الأم بالسكين وأصطحبتها للرئيسة التى طمئنتها و قالت لها ارشمى الصليب ومتخافيش هو هايمشى، وكان يظهر لها فىصورة تعابين وعقارب أيضا كانت تلامس جبهتها فى وقت السجود، وأيضا كأشكال عجيبه بألوان متعددة فى وقت الظلام.. ثم جاءها الشيطان بفكر مختلف وهو ان كثرة عملها بخدمات الدير المختلفة سيجعلها خارج قانونها الروحى كثيرا.. فظهر لها أبى سيفين وقال لها ان الرهب مثل السمكة لا يعيش خارج بيئته، وقال لها ان تصلى المزامير أثناء عملها ووعدها بأنها ستتعذى وتبتهج كثيرا بهذا..
وفى 26 اكتوبر 1954 تمت سيامتها باسم تماف ايرينى فى الدير. وكان يُطلب منها أعمال كثيرة فى الدير حتى انها لم تتناول لفترة طويلة، وشتاقت لذلك لكن قانون عملها منعها منه، فظهر لها شخص ودعاها لحضور القداس مع السواح ووعدها انه سيرجعها بدرى، وكان القداس فى كنيسة السواح بجبل الأنبا أنطونيوس.. كان الملاك الحارس يوقذها كل يوم باكرا لأنه لم بكن يوجد منبه أو جرس بالدير.. وكانت تشكره. وهيج الشيطان وكيلة الدير ورئيسته على تماف، بحجة ان تماف أستراحت فى مرة قليلا فى قلايتها وذلك كسرا للطاعة، وطردتها الرئيسة فى الحال, وبعد توسل من تماف كثيرا وبدموع غزيرة وافقت الرئيسة فقط على الانتظار حتى الصباح –لآن الوقت تأخر-ولكن فى اليوم التالى عاتب أبى سيفين الرئسية ..فأختضنت تماف وجعلتها تلميذتها الخاصة.
فى يوم أدانت تماف احدى الراهبات فى سرها –دون ان تشعر- وعند الليل وهى تصلى وجدت نفسها فى مبنى كبير ذو باب حديد محروس..فدخلت ووجدت مكان كئيب ومُظلم ورائحته كريهه جدا، حجراته تشبه الخنادق، فرأت بعض الراهبات يبكين، فسألتهم فقالوا ان هذا بسبب الإدانة ولم تحتمل تماف المكان وذهبت لنفس الباب ثانيا للخروج، وقال لها الملاك أنها هى فقط لها تصريح بالخروج ، اما الباقى فليس له للأبد، وقال لها: هناك طريقين من هنا، أحدهما واسع وبه سيارات وسهل جدا، ولكنك ستضلين فبه، أما الثانى ضيق جدا، ستمشى به بالجنب ولكن آخره ديرك، فاختارت تماف الضيق، ولكن أحتك ظهرها كثيرا بالجدار ..وبعدما رجعت منه للدير، شكرت الله وقضت الليل فى الصلاة ثم وجدت ان ظهرها جرح فعلا ..مما جعل حرارتها 40 لفترة طويلة..
فكانت تضع قطن فى أذنها حتى لا تسمع اى شئ تفكر فى أمره عن أحد.. تنيحت والدتها بعد ذلك.
ومن حزنها سمح الله لها أن تذهب للسماء لترى مكانة أمها والمجد الذى هى فيه..[/size]