كيف بدأوا ولم يكمّلوا؟! إنه سؤال يصعب الاجابة عليه، فالبعض بدأ بحرارة مستعد لعمل أي شيء والتضحية بكل غالٍ ورخيص، والتنازل عن أي شيء، ولكنه قليلاً قليلا تراجع وفترت همته وبردت غيرته، والتمس لنفسه الأعذار، أشفق على نفسه فتراجع عطاؤه وانحلت مع الوقت قوته، هل كان كل همه أن يحقق هدف ما واكتفى بهذا، أم هي مشكلة أهداف ونوعها، بحيث أنه اختار هدفا قريبًا، أم أنه رأى كل من حوله ليسو بذات الغيرة والحرارة فتشكك، لا سيما عندما سخروا من جديته!.
إن بعض الذين بدأوا ولم يكملوا هم الأطفال، الذين واظبوا على التربية الكنسية والتناول والصلاة والقراءة، ولكنهم لم يكملوا، والفتاة التى حالما تزوجت توقفت عن الخدمة، والشاب الذي حالما انتقل للحياة في دولة غربية حتى انقطعت علاقته بالله، وينطبق على مثل هؤلاء أنهم بدأوا بالروح وأكملوا بالجسد: "أهكذا أنتم أغبياء أبعدما ابتدأتم بالروح تكملون الآن بالجسد" (غلاطية 3 : 3) وهناك بعض ممن كانوا يخدمون مع القديس بولس، ثم صار يذكرهم بدموع لأنهم صاروا أعداء صليب المسيح، وربما كان ديماس منهم. ومع ذلك فهناك من يكمل على مستوى الخارج فقط بينما تتوقف المسيرة من الداخل، مثل شخص مضطر بحكم وضعه أن يظهر أمام الناس ورعًا تقيا، بينما هو يراعي (يتبنّى) اثما في قلبه.
إن أحد أدلة النجاح هو الاستمرار وأفضل من الاثنين هو التقدم للأمام.