القديس الشهيد لاونديوس ستشهد هذا القديس بمدينة طرابلس في الثاني والعشرين من أبيب، وتحتفل الكنيسة بتذكار تكريس كنيسته في الأول من بؤونة.
ولد في طرابلس من والدين مسيحيين وكان حسن الصورة كاملا في سيرته لطيفا في معاشرته، مداوما علي قراءة الكتب الإلهية وبالأكثر سفر المزامير حتى حفظه. ولما انتظم في سلك الجندية كان يعظ رفاقه الجنود ويبين لهم فساد عبادة الأوثان وينصحهم أن يقلعوا عن عبادتها. فمنهم من أطاع والبعض الآخر أغراهم الشيطان فمضوا إلى القائد، وعرفوه أن لاونديوس يحتقر الأصنام ويعلم أن المسيح هو هو الإله الحقيقي. فاستحضره القائد وسأله عن ذلك فأجابه بقول القديس بولس: "من سيفصلنا عن محبة المسيح أشده أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف
إنقاذ أحد كبار قواد دقلديانوس:
ذلك أن امرأة مسيحية زوجة أحد كبار القواد أتت وبذلت أموالاً كثيرة وأخذت جسده المقدس، وكفنته في ثياب غالية ووضعته في تابوت داخل بيتها، وعملت له صورة وعلقت أمامها قنديلاً. وحدث أن دقلديانوس غضب على زوجها القائد وطرحه في سجن إنطاكية، فحزنت وصلَّت إلى الله متوسلة بقديسه لاونديوس أن يخلص زوجها من السجن، فقبل الله صلاتها حيث ظهر القديس لاونديوس لهذا القائد وهو في السجن وقال له: "لا تحزن ولا تكتئب فإنك غدًا ستخلص وتأكل مع الملك على مائدته وترجع إلى بيتك سالمًا". ثم مضى القديس إلى الملك وأيقظه من نومه فارتعب فزعًا. فقال له القديس: "أيها الملك إنني جئت إليك لتأمر بإطلاق سراح القائد وتدعه يذهب لئلا تهلك". فأجابه وهو يرتعد: "كل ما تأمرني به يا سيد أفعله". وفي الغد استحضر الملك القائد من السجن وأكرمه وطيّب خاطره، وتناول معه الطعام على مائدته وأعلمه بأمر الفارس الذي ظهر له، ثم صرفه إلى بلده. ولما وصل طرابلس موطنه وقصَّ الخبر على زوجته وأهله، قالت له زوجته: "إن الذي تمّ لك من الخير إنما هو ببركة القديس لاونديوس". ثم كشفت له عن الجسد فتبارك منه.
بعد هلاك دقلديانوس بنوا كنيسة على اسمه ونقلوا جسده إليها باحتفال عظيم وكُرّست في الأول من بؤونة.