موضوع: القديس غريغوريوس بالاماس الثلاثاء أبريل 02, 2013 10:33 am
هو أسقف تسالونيكي او سالونيك كما يقال اليوم. بالاماس كنيته. متوفي سنة 1359، طوّبته الكنيسة سنة 1368 وجعلت عيده في الأحد الثاني من الصوم مباشرة بعد احد الارثوذكسية وذلك لتؤكد ان المجمعين اللذين انعقدا في حياته لتثبيت تعليمه باتا جزءا اساسيا من استقامة الرأي.
اهمية بالاماس الكبرى انه اوصل تعليمنا عن ارتقاء الانسان الى الألوهية الى ذروته. لقد قيل عندنا منذ القرن الثاني "ان الإله صار انسانا ليصير الانسان إلها". قول الإنجيل:" من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وانا فيه" (يوحنا6: 56)، او قوله:"من احبني يحبه ابي واليه نأتي وعنده نصنع منزلا" (يوحنا 14: 23). كل ذلك يشير الى ان الانسان يصل الى الله بالحقيقة منذ الآن والا فما معنى قوله:"طوبى لأنقياء القلوب فإنهم يعاينون الله" 0(متى 5: ؟ هناك مشاركة ليس ان الانسان يصير خالقا فهذه هوة لا تردم. مع ذلك لا بد من مشاركة حيث ينسكب في الانسان شيء الهي دون ان يصير الانسان خالقا.
هل ندرك الله بعقولنا كما زعم راهب ايطالي اسمه برلعام؟ تصدى له القديس غريغوريوس بناء على كل التراث ان العقل البشري لا يستوعب الله وان الرؤية هي رؤية نور إلهي غير مخلوق ينزل علينا بحيث نتجلى كما تجلى المسيح على الجبل. وهذا الذي شاهده الرسول ما كان بنور حسي. انه نُور المسيح الذي كان فيه وبدا عليه وعلى وجهه وثيابه.
هنا ميز القديس غريغوريوس بين الجوهر الإلهي والأفعال او القوى الإلهية. فالجوهر او الطبيعة لا نقدر ان نساهمهما. لا تخترق انت الجوهر والإ تصير منه. ولكن هناك نور محيط بالجوهر الإلهي، ازلي ينزل عليك فتتأله. الانسان قادر ان يصير إلها بهذا المعنى.
هذا تعليم خاص بالكنيسة الارثوذكسية وهو وحده يشرح بكلمات لاهوتية كيف ان الله يقيم فيك وكيف ان كل ما فيه-ما عدا صفة الخالق- يأتي عليك.
وهنا لا تقول الكنيسة الارثوذكسية ان هذا النور ينسكب في النفس فقط ولكن في الكيان البشري كله اذ ليس عندنا تفريق بين النفس والجسد. ليس من ثنائية. يتناول الانسان جسد الرب" لصحّتي النفس والجسد". يمسح بالميرون جسده وليس فقط نفسه. القيامة الأخيرة التي نؤمن بها هي قيامة الأجساد واشتراكها مع النفس في الرؤية الإلهية. الذي ظهر على التلاميذ هو الرب كما عرفوه. جسده القيامي عليه نور ومجد كان يسوع اخفاهما عن الأنظار لمّا كان بيننا على الأرض.
وحده الانسان وكيف يسير منذ تقديسه هنا على طريق المجد الإلهي هذه فرادتنا الكبرى ونحن مدينون بها للقديس الذي نقيم ذكراه اليوم.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما(جبل لبنان)