كانت أخميم من البلاد التى انتشرت فيها المسيحية ومعظم سكانها كانوا مسيحيين ثابتين فى الإيمان وهذا ما جعل هذه المنطقة غنية بالأديرة حيث يوجد بها ثمانية أديرة حالياً ، أخميم تقع في وسط الوادي تماماً وعلى الضفة الشرقية للنيل على عكس غالبية مدن الصعيد وذلك لأنها عريقة في القدم والتاريخ. فقد كانت مدن مصر في عهد الأسرات تبنى في شرق النهر حيث تشرق الشمس جالبة الحياه وكانت مدن الموتى تبنى على ضفة النهر الغربية حيث تسكن الشمس اخذة معها أرواح الموتى . أخميم هي مدينة مصر القبطية الأولى التي انجبت انبا شنودة رئيس المتوحدين والبابا كيرلس الرابع وغيرهم من مشاهير رجال وعائلات الاقباط ،،، وقد صدرت أوامر دقلديانوس الأمبراطور عام 284م بإضطهاد المسيحيين حيث كان يعمل على محو المسيحية وتفنن فى تعذيب المسيحيين بأنواع مختلفة من العذابات وكان الله يقويهم حتى ينالوا إكليل الشهادة . وفى سنة 304م كان هناك والى بأنصنا ( قرية الشيخ عبادة بمركز ملوي محافظة المنيا ) وهو أريانوس ، وكان أشد قسوة من دقلديانوس وظل يعذب المسيحيين بشتى طرق العذاب بل ظل يتنقل من مكان إلى مكان يبحث عن المسيحيين ليقضى عليهم إلى أن وصل إلى أخميم وكان ذلك فى مساء 29 كيهك وفى ليلة عيد الميلاد المجيد ، وبعد إنتهاء الصلاة في فجر ذلك اليوم ذهب الوالي إلى معبد الأصنام و إمتلأ حقداً على المسيحيين بسبب كهنة الأصنام فقد ترك الأقباط أصنامه ومعبده فارغاً .
فقام مع جنوده وذهبوا إلى الكنيسة ورأوا ألوف المسيحيين مجتمعين للصلاة و بدأت مذبحة رهيبة للمسيحين علي يد هذا الوالي ، استشهد فيها الاف المسيحيين و هم ثابتين علي ايمانهم ،، ويوجد فى أخميم شارع يسمى الزن و هذا الشارع يقول الساكنين به أنهم يسمعون أصوات السيوف وصراخ الشهداء فى ليله عيد الميلاد و لمده ثلاث ايام هى نفس فترة المذبحة التى فعالها اريانوس و هذا الشارع الوحيد فى أخميم الذى لم يدخل فيه الصرف الصحى الى يومنا هذا .
وذلك بسبب كلما حاولوا ان يحفروا فيه يجدوا بحورا من الدماء التى سالت فلا يستطيعوا أستكمال الحفر وذلك لان هذا الشارع هو المكان الذى ذبح فيه الشهداء وقتها .