موضوع: القديس الأنبا بولا الطموهي * الخميس أكتوبر 17, 2013 4:44 pm
في هذا اليوم تنيح القديس الأنبا بولا الذي من طموه . ولأنه كان يميل منذ حداثته إلى العزلة والإنفراد فقد قصد جبل أنصنا وسكن به وأقام معه هناك تلميذه حزقيال ، هذا الذي شهد بفضائله . ومن ذلك أنه من فرط محبته للسيد المسيح له المجد . أضنى جسده بالزهد والتقشف والأصوام والصلوات الكثيرة التي تفوق طاقة البشر حتى إستحق أن يظهر له المسيح ويطوبه على سلوكه في هذه الحياة الدنيا مسلك الكاملين الذين جاهدوا ضد الجسد والعالم والشيطان حتى تغلبوا عليهم . فقال له الأنبا بولا :كل هذا بعنايتك يا خالق البشر وفاديه ، بموتك عنا نحن الخطاة غير المستحقين. فعزاه الرب يسوع وقواه.
ولما مضى أبونا القديس الأنبا بيشوي إلى جبل أنصنا ، إجتمع به القديس الأنبا بولا .
وقال السيد المسيح لأنبا بولا :إن جسدك سيكون مع جسد صفيي بيشوى . وقد تم له ذلك إذ أنه لما تنيح الأنبا بولا وضع جسده مع جسد الأنبا بيشوي . ولما أرادوا نقل جسد القديس الأنبا بيشوي إلى برية القديس مقاريوس بشيهيت حملوا جسده إلى مركب وتركوا جسد الأنبا بولا . فلم تبرح المركب مكانها حتى أحضروا جسد الأنبا بولا ووضعوه بجواره . وأتوا بهما إلى جبل شيهيت.
بقاء الجسدين معًا في أنبوبة واحدة شهادة حية للصداقة الروحية المملوءة حبًا التي تربطنا معًا. فلا يقوى الموت على مفارقتنا، لا على صعيد الجسد في هذا العالم الزائل، وإنما على صعيد المجد الأبدي للنفس والجسد معًا.
عُرف القديس أنبا بولا بحبه الشديد للعبادة خاصة الصلاة الدائمة، ونسكه الشديد حتى قال تلميذه حزقيال إنه تعرض للموت ست مرات بسبب شدة نسكه. عاش كمتوحدٍ لا يكف عن الجهاد حتى ظهر له السيد المسيح، وقال له: "كفاك تعبًا يا حبيبي بولا". فأجابه القديس: "دعني يا سيدي اُتعب جسدي من أجل اسمك، كما تعبت أنت من أجل جنس البشر؛ وأنت الإله قدمت ذاتك عنا نحن غير المستحقين".
صلواتهما تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا . آمين