+ قال أنبا ارسانيوس :
اذ وضع قالب من الطوب غير المحروق في اساس بناء مجاور للنهر فانه لا يسنده ، أما حرق في التنور فانه يسند البناء كما لو كان حجرا . وهكذا الحال مع الانسان صاحب التفكير الجسداني الذي لم يلتهب ويحترق بالحرارة كما فعلت كلمة الله في يوسف فأنه لا يقف اذا ما حلت به الفرصة ، فكثيرون اضمحلوا وسقطوا سريعا أمام التجارب ولذلك يجب علي الانسان ان يعرف أهمية سلطانه علي نفسه واحتمال التجارب التي هي مثل سقوط مياه كثيرة حتي يثبت .
+ وقال أيضاً هذا الطوباوي :
ان يوسف لم يكن ترابيا بدليل موقفه من التجربة الشديدة في بلد لم يكن فيها أثر لخوف الله الا ان اله آبائه كان معه في كل ضيقاته وهو الآن مع آبائه في السماء.
فلنلح الآن في الصلاة بكل قوتنا حتي نكون نحن أيضاً قادرين علي الخلاص من دينونة الله العادلة .
+ قال القديس مقاريوس الاسكندراني :
انه في يوم من الأيام جلس علي باب قلايته فحضر بين يديه رجلا عليه أثمال بالية ، وسيجد بين يديه قال : يا أبتاه اسألك أن اكون تحت ظلك ، وىخذ بركة صلواتك المقدسة . وقال له القديس حبا وكرامة . ثم سكن بقرب قلاية القديس وكان فقيراً جداً من امور العالم ، غنياً بنعمة ملكوت السموات .
وفي أحدي ليالي الشتاء القارصة البرد ، وقع ثلج ورعد وبرد شديد ولم يكن له شيء يتغطي به غير قطعة عباءة مخرقة . فتذكر القديس مقاريوس ذلك الراهب وضعف حاله وأخذ عكازه وخرج يفقده فوقف علي باب القلاية وكان الظلام شديدا فسمع صوته من داخل وهو يتهلل ويفرح ويشكر الرب يسوع المسيح ويقول : يارب أشكرك اذ وهبتني هذه النعمة العظيمة الجزيلة والمواهب الجليلة الفاخرة التي هي العافية . ياربي كم من الملوك والكابر والسلاطين مقابل أعدائهم الأن ومنهم من كسروا ونهبت أموالهم وأملاكهم ، واولادهم يباعونه ، وقوم منهم علعت حصونهم وقلاعهم وهربوا . وغيرهم في السجون . وقلوبهم مملوءة أحزاناً .
أما أنا يارب خالي القلب والفكر من جميع هذه الشرور . أشكرك ياربي يسوع المسيح . وكم من الأغنياء ذوي الأموال الجزيلة فيهم مرضي وبرص وبعلل شديدة ، وغيرهم عيونهم تالفة وبأصناف أوجاع كثصيرة لا تنفعهم أموالهم وليس لهم شفاء ويشتهون أن يكونوا مثلي بغيرهم .
أشكرك ياربي يسوع المسيح ، وكم في السجون الآن ينتظرون قطع أعضائهم ، وربما موتهم وقلوبهم مملوءة هموما وأفكاراً . وأنا يارب بعيد عن كل هذه . أشكرك ياربي يسوع المسيح . وكم في العالم من المسجونين في هذه الساعة ، مثقلين بالحديد لا يستطيعون مد أرجلهم . وأنا يارب أمد رجلي هكذا ، ثم مد رجليه وقبل الأرض شكرا لله ثم قال : أشكرك ياربي يسوع المسيح كم من انسان قطعت يداه أو رجلاه ، أما انا فسألم اليدين والرجلين وسائر العضاء . أشكرك ياربي والهي يسوع المسيح علي هذه النعمة العظيمة التي أعطيتني . ثم قام ليصلي واذا بالمسكن قد أضاء كله من نوره .
فلما رأي القديس العظيم مقاريوس ذلك تعجب من كثرة افراز هذا الانسان وأنصرف وهو يسبح الله له المجد .