رابعاًً: الهدف من الحوار :
لاشك أن أخطر أساليب التربية الآن هى ما نسميه "بالتربية الأحادية" حيث يعكف المدرس على حشو أذهان تلاميذه بالمعلومات والأخطر من منهج الحشو أو التلقين، هو منهج غسل الأدمغة أو التحكم الذهنى (Brin - Wash أو Mind Control) حين يسبى القائد عقول تابعيه، ويلغى تفكيرهم، وكل طاقتهم وقدراتهم الإبداعية، التى حباهم بها الله، فيصيروا "مغسولى الأدمغة" يمكن قيادتهم كالعبيد، حتى إلى الهلاك.
أهداف الحوار :
1- تحريك ذهن المخدوم، ليعمل، ليبتكر، ويبدع، ويفكر، ويكون له رأيه الخاص، ورؤيته للمستقبل فى ضوء عطايا الرب، وأضواء روح الله، ونور الإنجيل، ومرجعية أب الإعتراف، والتعليم الكنسى.
2- التعرف على احتياجات وتساؤلات وقضايا المخدومين، حتى لا نحيا فى معزل عنها وعنهم.
3- الوصول إلى اقتناع مشترك، بين القائد والمخدومين، خال من فرض الرأى أو الوصاية، بطريقة فيها حرية التفكير والتعبير والتقرير.. أى حرية الإرادة وخصوصية الفرد..
4- تفجير الطاقات الذهنية والروحية والإبداعية فى المخدومين، فنختبر معهم عمل الله، وعطايا الروح لكل منهم.
5- التعود على فكر التعددية، فلا أحد يمتلك كل الحقيقة، وكل المواهب، وكل الطاقات. والكنيسة أعضاء متنوعة، ولكن متكاملة.. تماماً كأعضاء الجسد الواحد، فيها التنوع والوحدة.
6- التعود على العمل الجماعى فالحوار يعطى فرصة وشركة وتفاهم وتعاون وتكامل بحيث نعمل معاً كفريق متحد بالروح.
7- تكوين قيادات جديدة وقادرة على التفكير، وتحمل المسئولية، والمشاركة فى صنع القرار ووضع سياسات الخدمة، ثم تنفيذها ومتابعتها، وتصحيحها من آن لآخر.
خامساً: أدوات الحوار.. لا حوار ناجح بدون :
1- عمل الروح القدس :
فبدون الروح الله يستحيل أن يقتنع الشباب باحتياجاتهم الروحية،
ولا بإمكانيات نعمة الله فى حياتهم.. من هنا لابد أن يكون الخادم فى حالة صلاة مستمرة قبل وأثناء وبعد الدرس... فبدون عمل الله يستحيل أن نعمل عمل الله!!
2- والأسلوب المنطقى :
الذى يساعد فى اقتناع الشباب، فحينما يتسم كلامنا بالمنطقية والواقعية، ويستند إلى تفكير عقلى سديد، فهذا يساعد فى اقتناع الشباب.. لأن العقل وزنة إلهية، والإنسان كائن عاقل، إذا ما درس شيئاً وأقتنع به، نفذه فى حياته. فمثلاً حين ندرس خطورة حياة النجاسة على روح الإنسان، وعقله، ونفسه، وجسده، وعلاقاته.. وبالعكس ندرس حياة القداسة لهذه المساحات الإنسانية.. هذا يساعد الشباب فى جهادهـم أن يحيـوا الطهارة يومياً.
3- كذلك فالمنهجية العلمية :
مهمة فى اقتناع إنسان العصر، فحينما يعرف الخادم بعض أساسيات الصحة النفسية والذهنية، والجسدية، وبعض مبادئ علم النفس والاجتماع والتربية... وبعض ثقافات العصر ومفكريه وكتابه... يتسم كلامه بنوع من المنهجية العلمية التى تساعد فى اقتناع الشباب بما يطرح عليهم من موضوعات وأفكار واتجاهات بناءة.
ولكن نعود فنقول أن عمل روح الله، هو جوهر خدمة الكلمة، فالروح هو الذى يبكت ويقنع ويرشد ويقدس ويثمر فى حياة البشر، وما دور الخادم إلا أن يضع نفسه ومخدوميه وموضوعه ووسائله بين يدى الروح، ليعمل بها كيفما شاء. من أجل
خلاص الجميع.
منقول عن مجلة الكلمة لخدام الشباب - 2011