ثانياً الدورة الأسبوعية :
لقد أعطت الكنيسة المسيحية اعتباراً خاصة لأربعة أيام فى كل أسبوع، اثنان منهما لهما طابع احتفالى وهى السبت والحد، وأثنان يحفظان كأيام صوم وهما الأربعاء والجمعة.
1- يوم الأحد : وهون التذكار الأسبوعى للقيامة المقدسة، وقد اعتبر هو يوم الرب بدلاً من يوم السبت اليهودى وذلك منذ أول العصر الرسولى (راجع أع 7:20، 2كو2:16)، ولذلك لا يجوز فيه الصوم الإنقطاعى والمطانيات على مدرا السنة ابتهاجاً بقيامة الرب وحلول العريس السماوى معنا.
ولكن الآحاد على مدار السنة تختلف فى مدى رمزيتها إلى القيادة المقدسة ويمكننا تقسيمها إلى ثلاثة أنواع :
أ- الخمسين : من عيد القيامة وحتى عيد العنصرة، وهى تمثل القيامة على أعلى مستوى فيصلى فيها بالطقس الفرايحى وتعمل دورة للقامة بلحن "خرستوس انيستى" ولا يحتفل فيها بأعياد القديسين من اجل التركيز على القيامة، وتزاد فى التسبحة القطع الخاصة بالقيامة، وتعتبر الخماسين كلها أحد كبير متصل لا يوجد فيه ليل لأن قيامة المسيح تنير حياتنا .. لذلك لا يصام الأربعاء والجمعة في الخمسين المقدسة.
ب- من أول صوم الرسل وحتى أول كيهك : يحتفل بالقيامة فى الآحاد فقط ولكن بمستوى أقل من فترة الخمسين فلا توجد دورة للقيامة ويصلى بالطقس السنوى ويحتفل بأعياد القديسين كالعادة ولكن يقرأ دائماً فى فصول القطمارس إنجيل القيامة، فى باكر ويقال فى التسابيح "لأنك قمت وخلصتنا" بدلاً من "لأنك أتيت وخلاصتنا". وتعد فى تسبيح نصف الليل القطع الخاصة بالقيامة أيام الآحاد فقط.
ج- من أول كيهك وحتى آخر الشعانين : يتم التركيز فى هذه الفترة على التجسد وحياة السيد المسيح قبل آلامه وموته وقيامته لذلك تقل دجة الاحتفال بالقيامة فيها، فلا تقال "لأنك قمت" ولا تقال القطع الخاصة بالقيامة فى التسبيح.
2- يوم الاثنين : غالباً ما تذكر فيه الكنيسة الخليقة وآدم وحواء فى التسابيح القراءات والطروحات.
3- يوم الثلاثاء والأربعاء والخميس : تذكر فيها النبوات الخاصة بالتجسد مثل باب حزقيال وسلم يعقوب والعليقة.
4- يوم الجمعة : تذكار صلب مخلصنا الصالح لذلك نصومه مع يوم الأربعاء وفيها تذكار مشورة يهوذا مع رؤساء الكهنة بخصوص تسليم المسيح له المجد,.
5- يوم السبت : وهو يوم زمن مخلصنا الصالح لذلك نذكر فيه الراقدين (فى باكر وعشية) ويقام فيه القداس نمتن أجل نفوس الذين رقدوا وتنيحوا فى الإيمان المسيحى.
ويلاحظ أن تقديس يوم ألحد للعبادة والفرح لم يلغ تقديس يوم السبت أيضاً للعبادة والفرح لذلك لا يصام إنقطاعياً ولا تعمل مطانيات فى السبوت ماعدا سبت النور.
ثالثاً: الدورة السنوية :
استقرت الكنيسة فى القرن الرابع على تنظيم السنة الليتورجية يدور حولهما الطقس والألحان والقراءات :1- محور الفصح العقيدى وهو قديم بدأن مع الكنيسة منذ نشأتها وله ما يقابله فى السنة الليتورجية اليهودية الفصح مقابل القيامة، عيد الأسابيع مقابل "الأوكتاف" اليوم الثامن للقيامة (عيد أحد توما) رتبت (عيد الختان) وفى مقابل عيد الصعود (بعد أربعين يوماً) رتبت عيد دخول المسيح الهيكل، وكذل فى مقابل فرحة الخمسين والاحتفالات الرائعة بالقيادة رتبت الكنيسة احتفالات الغطاس وعرس قانا الجليل وأطفال بيت لحم.
2- أما باقى أيام السنة فتحتفل الكنيسة بأعياد العذراء والملائكة والرسل الشهداء والقديسين كل فى تاريخه كما تحتفل بالأصوام والمناسبات والمواسم التى فيها تبرز لنا تاريخ الخلاص وعمل الله فى الكنيسة مفصلاً يوماً بيوم.
3- هكذا وبهذه المحاور الثلاثة (اليومية والأسبوعية والسنوية) دخلت الكنيسة الزمان لتقدسه وتحمل ذبيحة حب الله وأيضاً لتعلن لنا حلول الله فى الزمان نتلاقه معه ساعة بساعة ويوماً بيوم، وحدث بحدث حتى ندخل فيه إلى الأبدية ونحن ما زلنا تحت سلطان الزمان.