كان المغيرون على الأديرة يدعون من قبل العرب "برابرة" ولكنهم وردوا في تاريخ الأبوفثجماتا "مازيق" ويرى بلاديوس أنهم كانوا يقطنون جنوب غرب جبل نتريا، كما يشير كاسيان إلى أنهم يحبون الحياة في الصحراء، يعيشون حياة خشنة محبون لسفك الدماء، وقد تقدموا للجانب الغربي من النهر وأسروا كل من وجدوه، ويرد في بعض المصادر أنهم سكنوا في المنطقة الجنوبية الغربية بشكل عام. وقد خربوا ليبيا من جانبها الشرقي وجزءا كبيرا من مصر في القرن الخامس. ويبدو أيضا أنهم سكنوا في منطقتي الواحات الخارجة والداخلة. ومن المحتمل أن يكون المازيق هم الشعب المدعو "ماستيكوس" الذين أرسلت ضدهم حملة في أيام الإمبراطور مور وبعد ذلك ببضعة قرون نجد أن البرابرة ’يدعوا عربًا حيث كانوا يرعبون الحجاج المتجهين إلى وادي هبيب (الإسقيط) وكانوا ينزلون بانتظام من مصر العليا إلى الدلتا بعد وضع جمالهم وجيادهم خارجًا للمرعى. هؤلاء المغيرون ربما كان أحفاد مازيكوس القرن 5م.
ومن ناحية أخرى، كانوا يقطنون في واحة سيوة، وأن مغيري القرن السادس على الإسقيط قد جاءوا على أية حال من الغرب أكثر من الجنوب، لذلك يمكننا أن نفترض أن هؤلاء المغيرين كانوا على أية حال الرعاة الليبيين الذين كانوا يزورون الإسقيط سنويًا وربما قد ازدروا بالرهبان.
وما يقال عن السنوسيين في القرن العشرين يقال عن البرابرة في الفترة التي نتحدّث عنها، وقد حمل سكان هذه المناطق القاصية في سائر الأوقات نفس السمات، فبمجرد أن تنضب مواردهم الذاتية أو يحدث ارتباك أو ضعف في الحكم على نحو يتيح لهم الفرصة، حتى ُيسرعون بالنزول إلى مصر مستخدمين الواحات المتعددة كنقاط استراحة عبر الصحراء. وهكذا كان الحال في زمن استشهاد القديس موسى، وهكذا حدث مؤخرًا جدًا في أيام محمد على، عندما سجل رحالة إنجليزي أن "بدو الغرب" كانوا مغامرين غير عاديين، ففي إحدى المرات سرقوا ثلثمائة جمل من وأدى النطرون. وهكذا أيضًا في الأيام الأخيرة، دعا الارتباك الناجم عن الحرب الأوروبية السنوسيين إلى الهجوم على مصر سنة 1915 م عن طريق الساحل وعن طريق وأدى النطرون في الشمال وواحة الداخلة والخارجة في الجنوب.